ابن الحنفية يقدمهم إمامهم وخطيبهم الشبامي الهمداني ، فقالوا له : إنّ لنا إليك حاجة (وكان عنده ناس) فقال : أفسرّ هي أم علانية؟ قالوا : بل سرّ ، فمكث قليلا ثمّ قام فتنحى جانبا ودعاهم ، فقاموا إليه.
فبدأ ابن شريح الشبامي فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : أمّا بعد فإنّكم «أهل بيت» خصّكم الله بالفضيلة وشرّفكم بالنبوّة ، وعظّم حقّكم على هذه الأمة ، فلا يجهل حقّكم إلّا مغبون الرأي مخسوس النصيب.
وقد أصبتم بحسين «رحمة الله عليه» عظمت مصيبة ، اختصصتم بها بعد ما عمّ بها المسلمون!
وقد قدم علينا المختار بن أبي عبيد «يزعم لنا أنّه قد جاءنا من تلقائكم» وقد دعانا إلى كتاب الله وسنّة نبيّه صلىاللهعليهوآله والطلب بدماء «أهل البيت» والدفع عن الضعفاء ، فبايعناه على ذلك ، ثمّ إنّا رأينا أن نأتيك فنذكر لك ما دعانا إليه وندبنا له ، فإن أمرتنا باتّباعه اتّبعناه ، وإن نهيتنا عنه اجتنبناه.
فلما فرغ حمد الله وأثنى عليه وصلّى على النبيّ صلىاللهعليهوآله ثمّ قال : أمّا بعد ، فأمّا ما ذكرتم ممّا خصّنا الله به من فضل ؛ ف (ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) فلله الحمد.
وأمّا ما ذكرتم من مصيبتنا بحسين ؛ فهي ملحمة كتبت عليه وكرامة أهداها الله إليه ، رفع بما كان منها درجات قوم عنده ووضع بها آخرين ، وكان ذلك في الذكر الحكيم ؛ وكان أمر الله قدرا مقدورا!
وأمّا ما ذكرتم من دعاء من دعاكم إلى الطلب بدمائنا ؛ فو الله لوددت أنّ الله انتصر لنا من عدوّنا بمن شاء من خلقه! أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.