في إثر الخيل كالسيل يتلوه السيل ، حتّى يحلّ بابن الكاهليّة الويل! وإذن فقد ناصبه العداء علنا وجهارا.
ثمّ كتب إلى ابن الحنفية بتوجيه الجنود إليه ، وأرسله مع الطفيل بن عامر ومحمّد بن قيس.
ثمّ وجّه أبا عبد الله الجدلي في سبعين راكبا من أهل القوة ، ثمّ ألحقه عمير بن طارق في أربعين راكبا ، ثمّ يونس بن عمران في أربعين راكبا ، ثمّ وجّه ظبيان بن عمارة التميمي ومعه أربعمئة! ثمّ أبا المعتمر في مئة ، ثمّ هاني بن قيس في مئة. فمضى الجدلي حتّى نزل ذات عرق ، ثمّ لحقه عمير بن طارق في أربعين ، ويونس بن عمران في أربعين فتمّوا مئة وخمسين ، فسار بهم حتّى دخلوا المسجد الحرام وهم يحملون «الكافر كوبات» (١) وينادون : «يالثارات الحسين» حتّى انتهوا إلى زمزم.
هذا ، وقد بقي من أجلهم يومان وقد أعدّوا عليهم الحطب ليحرقوهم! فطردوا الحرس وكسروا أعواد زمزم ليخرجوهم. فقال ابن الزبير : أتحسبون أنّي مخلّ سبيلهم دون أن يبايع ويبايعوا! فأجابه الجدلي : إي وربّ الركن والمقام وربّ الحلّ والحرام لتخلينّ سبيله أو لنجالدنّك بأسيافنا جلادا يرتاب منه المبطلون! فقال ابن الزبير : والله ما هؤلاء إلّا أكلة رأس! والله لو أذنت لأصحابي ما مضت ساعة حتّى تقطف رؤوسهم! فقال قيس بن مالك : أما والله إنّي لأرجو إن رمت ذلك أن يوصل إليك قبل أن ترى فينا ما تحب!
ثمّ قدم أبو المعتمر في مئة ، وهانئ بن قيس في مئة ، وظبيان بن عمارة في مئتين ومعه أموال إلى ابن الحنفيّة فدخلوا المسجد وكبّروا ونادوا : «يالثارات الحسين» فلما رآهم ابن الزبير خافهم.
__________________
(١) كلمة مركبة من العربية : الكافر ، والفارسية : كوب : أي آلة ضرب الكفّار (المگوار).