وحمل شريك بن جدير التغلبي بالثلاثمئة المبايعين معه على الموت ، فجعل يهتك صفوفهم صفّا صفّا بأصحابه وثار الغبار فلا يسمع إلّا وقع السيوف والحديد (١) ، ورأى شريك التغلبي الحصين بن نمير السكوني فحسبه ابن زياد ، فتوصّل إليه واعتنق كلّ منهما الآخر ثمّ نادى التغلبي : اقتلوني وابن الزانية ، فقتل الحصين (٢) ثمّ توصّل إلى ابن زياد وانفرج الناس عنهما وإذا بهما قتيلين (٣) ورأى ابن الأشتر ابن زياد على شاطئ نهر الخازر تحت راية منفردة فضربه فقدّه نصفين. فلمّا انفرج الناس ذكر لأصحابه ذلك وقال لهم : التمسوه ، فالتمسوه فإذا هو ابن زياد (٤).
ولمّا هزم أصحاب ابن زياد تبعهم أصحاب ابن الأشتر فغرق منهم في نهر الخازر أكثر ممّن قتل ، وغنموا في معسكرهم من كلّ شيء (٥) وحمل ابن الأشتر رأس ابن زياد وغيره إلى المختار (٦).
__________________
ونقل المسعودي : أنّ عمير بن الحباب كان في نفسه ما فعل بقومه من مضر وغيرهم من نزار يوم مرج راهط قرب دمشق ، فكاتب إبراهيم بن الأشتر سرّا والتقيا وتواطئا. فصاح يومئذ : يالثارات قيس! يالمضر! يالنزار! فتزاحمت نزار من مضر وربيعة على من كان معهم في جيشهم من أهل الشام من قحطان. مروج الذهب ٣ : ٩٧.
(١) تاريخ الطبري ٦ : ٩١ عن غير أبي مخنف.
(٢) تاريخ الطبري ٦ : ٩٠ عن أبي مخنف.
(٣) تاريخ الطبري ٦ : ٩١ عن غير أبي مخنف.
(٤) تاريخ الطبري ٦ : ٩٠ عن أبي مخنف. وقال في التنبيه والإشراف : ٢٧٠ : كان ذلك يوم عاشوراء سنة (٦٧ ه). وقال يزيد بن المفرّغ الحميري اليمني في قتل ابن زياد :
إنّ الذي كان ختّارا بذمّته |
|
ومات عبدا قتيل الله بالزّاب |
(٥) تاريخ الطبري ٦ : ٩١.
(٦) مروج الذهب ٣ : ٩٧ وزاد : فبعث به المختار إلى ابن الزبير! وهو وهم كما يأتي.