لحرب المختار جعل هذا الحبطي التميمي على الخيل (١) ثمّ لم يذكر الخبر له أيّة مقدّمة لجيشه إلى حروراء الكوفة.
وفي خبر الراوندي عن الباقر عليهالسلام أنّ عبيد الله بن علي عليهالسلام لمّا لم يسلّم له المختار زمام اختياره بعد حصار ابن الحنفيّة ونفيه إلى جبال رضوى ، غضب وذهب إلى مصعب بالبصرة (كذا) فلمّا خرج مصعب لقتال أهل الكوفة قال له عبيد الله : ولّني قتال أهل الكوفة! فكان على مقدّمة مصعب لمّا التقوا بحروراء (وليس بالمذار) فلمّا حجز الليل بينهم أصبحوا ووجدوه في فسطاطه مذبوحا لا يدرى من قتله! كما قال له أبوه عليّ عليهالسلام : كأنّي بك وقد وجدت مذبوحا في خيمة (٢).
وعليه فهو مقتول مجهول قاتله وليس أصحاب المختار! وفي حروراء وليس في المذار. هذا ويظهر أنّه نسب إليه قبر بالمذار قبل عصر الطوسي ، كما حكى ذلك ابن إدريس عن رسالة «المسائل الحائريات» قال لمّا سأله السائل عمّا ذكره المفيد في «الإرشاد» : أنّ عبيد الله قتل مع أخيه الحسين عليهالسلام؟ فأجاب : بأنّه قتله أصحاب المختار بالمذار! وقبره معروف هناك عند أهل تلك البلاد! وزاد ابن إدريس : أنّ قبره هناك ظاهر والخبر بذلك متواتر! وعلّق المحقّق : أنّ ذلك لا يوجد في «المسائل الحائريات» للطوسي (٣)!
وروى أبو مخنف قال : فلمّا أصبح المصعب أخذ يسير بمن معه نحو سبخة الكوفة فلاقاه المهلّب فقال له : يا له فتحا ما أهنأه لو لم يكن قتل محمّد بن الأشعث! قال : صدقت فرحم الله محمّدا ثمّ قال له : أعلمت أنّ عبيد الله بن علي
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ : ٩٩ عن أبي مخنف.
(٢) الخرائج والجرائح ١ : ١٨٣.
(٣) السرائر الحاوي ١ : ٦٥٦.