بل نقل الصفار القمي (م ٢٧٩ هـ) في بصائر الدرجات ومعاصر الحميري القمي في دلايل رسول الله بطرقهما عن الصادق عليه السلام قال : كان عبدالملك قد بعث بالكتاب إلى الحجّاج سرّاً ، وفي الساعة التي كتب فيها الكتاب قيل لعلي بن الحسين (عليه السلام سرّاً أيضاً) إنّ عبدالملك قد كتب إلى الحجاج كذا وكذا وإنّ الله قد شكر له ذلك (١) فثبّت ملكه وزاده برهة.
فكتب علي بن الحسين : (بسم الله الرحمنِ الرحيم ، إلى عبدالملك بن مروان أميرالمؤمنين ، من علي بن الحسين. أما بعد ، فإنّك في ساعة من يوم كذا من شهر كذا كتبت بكذا وكذا! وإنّ رسول الله أنبأني وأخبرني أنّ الله قد شكر لك ذلك فثبت ملكك! وزادك برهة) وختم الكتاب وطواه وأمر غلاماً له أن يوصله على بعيره إلى عبدالملك ساعة يقدم عليه.
فلمّا قد الغلام وأوصل الكتاب إلى عبدالملك ونظر في تاريخ الكتاب ووجده موافقاً لتلك الساعة التي كتب فيها إلى الحجاج ، لم يشك في صدق علي بن الحسين وفرح فرحاً شديداً ، وثواباً لما سرّه من الكتاب أوقر راحلة الغلام بدراهم بعث بها إلى علي بن الحسين (٢).
__________________
(١) هذا من قبيل قوله سبحانه : (أنّى لا اُضيع عمل عامل منكم) ـ آل عمران : ١٩٥ ـ ولذا قال ثبّت ملكه ، لا خلافته.
(٢) بصائر الدرجات : ٣٩٧ ، الحديث ٤ ، الباب ١١. وعن دلائل رسول الله في كشف الغمّة ٣ : ٧١ ، ٧٢ ، ومصادره الاُخرى في الحاشية وأول النقل عن الدلائل في كشف الغمة ٣ : ٦٦. وأرسل النقل اليعقوبي ٢ : ٣٠٥ ، وقال : كتب اليه علي بن الحسين ، إنّي في ليلة كذا من شهر كذا رأيت رسول الله يقول لي : إن عبدالملك قد كتب إلى الحجّاج في هذه الليلة بكذا وكذا ، فأعلمه أن الله قد شكر له ذلك وزاده برهة في ملكه.