واختلفت الاخبار في كيفية لقاء جابر بالباقر عليه السلام أشدّ اختلاف فاحش ، لا يخلو غير واحد منها من غير واحد من الاخلال والاشكال ، وأسلمها ما نقله ابن طلحة الشافعي بطريقة عن أبي الزبير محمد بن مسلم المكّي المدني قال : كنّا عند جابر بن عبدالله ، فأتاه علي بن الحسين ومعه صبيّ فقال علي لابنه : قبّل رأس عمّك ، فدنا الصبيّ من جابر فقبّل رأسه وكان جابر قد كفّ بصره فقال : من هذا؟ فقال علي بن الحسين : هذا ابني محمّد ، فضمّه جابر إليه وقال له : يا محمّد ، إنّ محمداً رسول الله يقرأ عليك السلام! فقالوا له : يا أباعبدالله وكيف ذلك؟
فقال : كنت مع رسول الله صلّى الله عليه وآله والحسين في حجره وهو يلاعبه ، فقال لي : يا جابر يولد لابني الحسين ابن يقال له علي ، إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ ليقم سيد العابدين! فيقوم علي بن الحسين ، ويولد لعلي ابن يقال له : محمّد ، يا جابر وإن رأيته فاقرأه منّي السلام ، واعلم أنّ بقائك بعد لقائه يسير! فلم يعش بعد ذلك إلّا قليلاً ومات (١).
وأقام الحجّاج والياً على المدينة ومكّة والطائف والحجاز واليمن واليمامة ثلاث سنين ، ثمّ بُعث على العراقين (٢) وكان بناحية اليمامة نجدة بن عامر التميمي
__________________
(١) عن کشف الغمة ٣ : ١١٩ ، وقبله في : ٨٤ عن ابن طلحة في مطالب السؤول ٢ : ٥٣ ، ٥٤ وفي الهامش مصادر اُخر ، ونقله سبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ٢ : ٤٢٥ ، وبهامشه مصادر أكثر ومنها بهذا السند واللفظ : تاريخ دمشق لابن عساكر ، ترجمة الامام السجاد عليه السلام : ٢٥ ، حديث ٣٤ و ١٣٦ ، حديث ٢٥ و ٢٦. وتوفي جابر بعد هذا بسنتين أي في سنة (٧٨ هـ) ، وانظر قاموس الرجال ٢ : ٥١٩.
(٢) مروج الذهب ٣ : ١١٥ ، والإمامة والسياسية ٢ : ٣١.