عبد الله وعبد الرحمن وإسحاق ونعيم أن يلتحقوا به ، قاصدين بني أعمامهم في خراسان ، وكأنّهم لمّا علموا مقاتلة أبناء المهلّب الأزدي : يزيد والمفضّل في فارس وهراة في خراسان لفلول ابن الأشعث ـ كما مرّ ـ يئسوا من خراسان ، فقصدوا جبال أرمينية في آذربايجان ليتحصّنوا بها ، عن طريق «كمندان» فإصفهان.
فخرج الأحوص بأهله من الكوفة متّجها نحو إصفهان ، لكنّه لما وصل إلى قرية أبرشتجان من قرى «كمندان» ورأوا القلاع والكلأ والماء بها ، وكانت قبل أيام النوروز ، نزلوا بها والتحق به إخوته ، ولهم إبل ومواشي كثيرة.
وكانت المنطقة ولا سيّما في تلك الأيام (النوروز) معرّضة لهجوم طوائف من الديلم ، وفي أوّل حملة للديلم بعد حضور الأشعريين في المنطقة ، رأوا لهؤلاء إبلا ومواشي كثيرة فأغاروا عليهم ، فقاتلهم الأشعريون فقتلوا منهم وأسروا وهزموا بقاياهم ، وكان رئيس «كمندان» يومئذ فارسيّا منهم يسمّى «يزدانفر» فأرسلوا بالأسرى ورؤوس القتلى إليه ، ففرح الأهالي بفعلهم وناشدوهم البقاء ، وقدّموا لهم الهدايا والتّحف ومراعي ومزارع وأراضي وبذورا وأدوات الزراعة. فقال عبد الله : ولكن ليس لنا هنا مسجد نصلّي فيه ، فخالف البقاء هنا وأرادهم أن يذهبوا إلى بلاد قزوين ليصبحوا مرابطين لثغور المسلمين مع جبال الديلمان وهم على كفرهم يومئذ.
فقال له الأحوص : إنّ الديلم تهجم على هذه المنطقة في كلّ عام ، كما رأيت ـ فهي رباط كذلك! وكان هناك محلّ لبيت نار فهدمه الأحوص وبناه مسجدا (١) ، ليزيل علّة أخيه عبد الله ، فرضي وبقي وبقوا.
__________________
(١) ترجمة تاريخ قم بالفارسية : ٢٤٣ ـ ٢٥٣ ، الفصلان الأولان من الباب الرابع.