أربع ركعات ، ثمّ يدخل المنزل ولا يأذن لأحد حتى ينادى بالعشاء الآخرة فيخرج فيصلي ، ثمّ يؤذن لخواصّه وحاشيته والوزراء فيؤامرونه صدرا من ليلتهم ، ثمّ كان له غلمان مرتّبون قد وكّلوا بحفظ دفاتر وقراءتها ، فيحضرونها ويقرؤونها ، فيستمر معهم إلى ثلث الليل في أخبار العرب والعجم وملوكها وسياستها لرعيتها وسيرهم وحروبهم ومكايدهم وغير ذلك من أخبار الأمم السالفة ، فتمر بسمعه كل ليلة جمل من الأخبار والسير والآثار وأنواع السياسات! ثمّ تأتيه من نسائه الطرف الغريبة والمآكل اللطيفة من الحلوى وغيرها ، ثمّ يدخل فينام ثلث الليل ، ثمّ يقوم فيقعد فيحضرون له الدفاتر فيها سير الملوك وأخبارهم وحروبهم ومكايدهم فيقرأ ذلك عليه غلمانه (بدل تهجد الليل) حتى ينادى لصلاة الصبح فيخرج فيصلّيها ، وهكذا (١).
وقال السيوطي فيه : روي له عن النبيّ صلىاللهعليهوآله مئة وثلاثة وستّون حديثا ... وورد في فضله أحاديث قلّما تثبت (٢) وكان عنده شيء من شعر رسول الله وقلامة أظفاره فأوصى أن تجعل في فمه وعينيه! ودفن بين باب الجابية وباب الصغير (٣) ثمّ لا يشير إلى زيارة قبره.
بينما قال المسعودي : دفن بدمشق بباب الصغير وعليه بيت مبني يفتح كلّ يوم اثنين وخميس فيزار إلى اليوم من سنة (٣٣٢) (٤) ولكنّه اليوم مأوى البوم! ولقد ابدع «المجدوب الشامي» إذ خاطبه قائلا :
__________________
(١) مروج الذهب ٣ : ٢٩ ـ ٣١.
(٢) تاريخ الخلفاء : ٢٣٣.
(٣) تاريخ الخلفاء : ٢٣٧.
(٤) مروج الذهب ٣ : ٣ فلا إشكال على البناء على القبور وزياراتها!