واختلفوا فيه بعد وفاة أمير المؤمنين عليهالسلام واستقرار الأمر له ، فقيل : إنه شرب الخمر سرّا وقيل : إنه تركه! (ولزمه ابنه يزيد) ولا خلاف في أنه كان يسمع الغناء ويطرب به ويعطي عليه ويصل أيضا (١)!
وانفرد المسعودي بذكر برنامجه اليومي نذكر جملا منه قال : كان إذا صلّى الفجر جاء قاصّ يقصّ عليه بعض القصص ثمّ يقرأ في مصحفه ، ثمّ يدخل منزله لبعض أمره ، يخرج إلى مجلسه فيأذن لخواصه يحدّثونه ويدخل عليه وزراؤه يكلّمونه فيما يخصّ يومهم ذلك إلى الليل ، ثمّ يؤتى ببعض فاضل عشائه من فرخ أو جدي بارد أو ما يشبهه ، ثمّ يدخل منزله لبعض شأنه ، ثمّ يخرج فيوضع كرسيّه خلف مقصورته في المسجد ويقوم الحرس حوله فيجلس عليه لبعض أرباب الحوائج من الأعراب والنساء وحتّى الصبيان! ثمّ يدخل قصره على سريره فيأذن لأشراف الناس على قدر منازلهم فيقضي حوائجهم ثمّ يؤتى بغدائه ويقوم كاتبه عند رأسه يقرأ كتبه فيأمره بأمره ويأكل ويأكلون معه ، ويتعاقبون لديه على غدائه لحوائجهم فربما كانوا نحو أربعين شخصا ، ثمّ يدخل المنزل ولا يأذن لأحد حتى ينادى لصلاة الظهر فيخرج فيصلي ، ثمّ يجلس فيأذن لخواصّه ، فإن كان الوقت صيفا اتي بالفواكه الرطبة ، وإن كان الوقت شتاء أتوه بزاد الحجاج من الأخبصة اليابسة والأقراص المعجونة باللبن والسكر والكعك المسمّن والفواكه اليابسة والخشكانج ، ويدخل إليه وزراؤه فيؤامرونه لحوائجهم ليومهم إلى صلاة العصر فيخرج فيصلي العصر ، ثمّ يدخل المنزل ولا يأذن لأحد ، حتى آخر أوقات العصر فيخرج فيجلس على سريره ويؤذن للناس على منازلهم بدون أصحاب الحوائج ويؤتى بعشائه فيأكل حتى ينادى لصلاة المغرب فيخرج فيصليها ويصلّي بعدها
__________________
(١) شرح النهج للمعتزلي ١٦ : ١٦١.