ونقل ابن قتيبة ، عن ابن إسحاق : أنه مات وله ثمان وسبعون سنة بعلّة الناقبات وهي الدبيلة وهي دمل كبير يظهر في الجوف فيقتل صاحبه (١).
وروى الدينوري ، عن نافع بن جبير : أنّه كان يزيد يوم موت معاوية غائبا فاستخلف معاوية الضحّاك حتّى يقدم يزيد فنهى الضحّاك أن يحمل نعش معاوية غير قرشي ، فطلب إليه الشاميّون أن يجعل لهم نصيبا فأذن لهم فازدحموا عليه حتى شقّوا البرد الذي عليه! حتى دفنوه ، وبعد عشرة أيام قدم يزيد إلى دمشق.
وقال خليفة : كان على ديوانه وأمره كلّه : سرجون بن منصور الرومي. ومات في آخر ولاية معاوية سنة ٥٩ : أبو هريرة ، واسامة بن زيد ، وسعيد بن العاص ، وجبير بن مطعم العدوي ، وشيبة بن عثمان ، وعبد الله بن عامر بن كريز (٢) صهر معاوية وأبو زوجة يزيد أم كلثوم.
وقال المعتزلي الشافعي : كان معاوية في أيام عمر يستر نفسه قليلا خوفا منه ، إلّا أنه كان يلبس الحرير والديباج ، ويشرب في آنية الذهب والفضة ، ويركب البغلات ذوات السروج المحلّاة بها ، وعليها جلال الديباج والوشي ، وكان حينئذ شابّا وعنده نزق الصبا وأثر الشبيبة ، وسكر السلطان والإمرة!
ثمّ كان أيام عثمان شديد التهتك موسوما بكل قبيح ، ونقل عنه الناس في كتب السيرة أنه كان يشرب الخمر بالشام في أيام عثمان! ولم يتوقّر ولم يلزم قانون الرياسة إلّا منذ خرج على أمير المؤمنين عليهالسلام واحتاج إلى السكينة والناموس!
__________________
(١) المعارف : ٣٤٩ وهي السرطان اليوم. وراجع فجائع معاوية في الغدير ١٠ : ١٧٦ ـ ٢٩٣ ـ ١٢٠ صفحة تقريبا يبحث فيها ١٨ من موبقاته ونحن ذكرنا المؤرّخ منها في هذا الكتاب وتركنا سائرها فهي من الكلام لا التاريخ.
(٢) تاريخ خليفة : ١٣٩ ـ ١٤١.