وزاد عن الزهري قال : لمّا مات زين العابدين عليهالسلام فغسّلوه وجد على ظهره مجل (أثر حبل) فبلغني أنه كان يستقي بالليل لضعفة جيرانه (١).
وروى المفيد بسنده ، عن يونس بن بكير الشيباني ، عن محمّد بن إسحاق قال : كان بالمدينة كذا وكذا أهل بيت يأتيهم رزقهم وما يحتاجون إليه ، لا يدرون من أين ، فلمّا مات عليّ بن الحسين عليهماالسلام فقدوا ذلك (٢).
ونقله الحلبي عن الحلية والأغاني وزاد : فصرخوا صرخة واحدة ، وعنهما ، عن إبن اسحاق ، عن الباقر عليهالسلام وأبي حمزة الثمالي : أنّه عليهالسلام كان يحمل جراب الخبز بالليل على ظهره فيتصدّق به ويقول : إنّ صدقة السر تطفىء غضب الرب (٣).
وإنما كان هذا من الإمام السجاد عليهالسلام لرعاية أيتام قتلى واقعة الحرّة وحرمان بقاياهم من العطاء ، فكان ذلك لعلّة خاصة ، وهي قضية في واقعة ، فلا يقاس عليها.
__________________
(١) مناقب آل أبي طالب ٤ : ١٦٧ ، عن حلية الأولياء ٣ : ١٣٦ و ١٤٠.
(٢) الإرشاد ٢ : ١٤٩ ومصادر ، اخرى في الحاشية.
(٣) مناقب آل أبي طالب ٤ : ١٦٥ ـ ١٦٦ ونقل هذا في مطالب السؤول ٢ : ٤٥ وعنه في كشف الغمة ٣ : ١٣ ، ١٤ وبهامشه مصادر كثيرة. ومرّ خبر الثمالي عن علل الشرائع للصدوق وفيه : كان يحمل صرر الدراهم والدنانير ، لا الخبز! وهذه الصدقات كانت من صدقات جدّيه النبي والوصي عليهماالسلام التي ردّها عليه عبد الملك ، كما في الارشاد ٢ : ١٥٠. وقد جاء في الايقاد : ٢٠٤ عن جابر الجعفي أنّه لما جرّد الباقر أباه ليغسله بكى ، فسأله عن بكائه فقال له : لما جرّدته رأيت آثار الجامعة في عنقه! والقيد في رجليه! وأقرّ محقّق الكتاب بأنّه لم يعثر بعد التتبع على مثل هذا الخبر.