رؤوس الناس علانية! قال : أجل. قال : فإذا خرجت إلى الناس فدعوتهم إلى البيعة دعوتنا مع الناس فكان أمرا واحدا.
وكان الوليد يحبّ العافية من أمر الحسين عليهالسلام فقال له : فانصرف على اسم الله حتّى تأتينا مع جماعة الناس.
فقال له مروان : والله لئن فارقك الساعة ولم يبايع لا قدرت منه على مثلها أبدا! حتّى تكثر القتلى بينكم وبينه! احبس الرجل فلا يخرج من عندك حتّى يبايع أو تضرب عنقه!
فوثب عند ذلك الحسين عليهالسلام وقال له : يابن الزرقاء (١) أنت تقتلني أم هو؟! كذبت ـ والله ـ وأثمت (٢) ثمّ خرج إلى أصحابه فمشى معهم إلى منزله.
فقال مروان للوليد : عصيتني! لا والله لا يمكّنك من مثلها من نفسه أبدا.
قال الوليد : ويح غيرك يا مروان! إنّك اخترت لي التي فيها هلاك ديني! والله ما احبّ أنّ لي ما طلعت عليه الشمس وغربت عنه من مال الدنيا وأنّي قتلت حسينا! سبحان الله أأقتل حسينا أن قال : لا ابايع؟! والله إنّي لأظنّ امرءا يحاسب بدم الحسين خفيف الميزان عند الله يوم القيامة!
فقال له مروان وهو غير حامد له رأيه : فإذا كان هذا رأيك فقد أصبت فيما صنعت (٣)!
__________________
(١) الزرقاء بنت موهب امرأة الحكم بن العاص ، وكانت في الجاهليّة من المومسات ذوات الرايات كما في الكامل في التاريخ ٤ : ٧٥.
(٢) تاريخ الطبري ٥ : ٣٣٩ عن أبي مخنف. والإرشاد ٢ : ٣٣ ، والخوارزمي ١ : ١٨٤ عن ابن الأعثم وزاد : إنّا أهل بيت النبوّة ، ومعدن الرسالة ، ومختلف الملائكة ، ومهبط الرحمة ، بنا فتح الله وبنا يختم! ويزيد رجل فاسق ، شارب الخمر ، قاتل النفس ، معلن بالفسق! فمثلي لا يبايع مثله! ولكن نصبح وتصبحون ، وننظر وتنظرون أيّنا أحقّ بالخلافة والبيعة!
(٣) تاريخ الطبري ٥ : ٣٣٩ عن أبي مخنف ، والإرشاد ٢ : ٣٣ ـ ٣٤.