والقدرة ، وملك محبة القلوب ، وملك الأموال ؛ لأن اللفظ عام ، فلا يجوز التخصيص من غير دليل.
وقال الكلبيّ : (تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ) محمّدا وأصحابه ، (وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ) أبا جهل وصناديد قريش.
وقيل : (تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ) العرب ، (وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ) فارس والروم.
وقال آخرون : (تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ) آدم وولده ، (وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ) من إبليس وجنده.
قوله : (وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ).
قال عطاء : (وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ) المهاجرين والأنصار ، (وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ) فارس والروم.
وقيل : (وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ) محمدا وأصحابه ، حين دخلوا مكة في عشرة آلاف ظاهرين عليها ، (وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ) أبا جهل وأصحابه ، حين حزّت رؤوسهم ، وألقوا في القليب.
وقيل : (وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ) بالإيمان والهداية ، (وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ) بالكفر والضلالة.
وقيل : (وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ) بالطاعة ، (وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ) بالمعصية.
وقيل : (وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ) بالنصر ، (وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ) بالقهر.
وقيل : (وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ) بالغنى ، (وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ) بالفقر.
وقيل : (وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ) بالقناعة والرّضا ، (وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ) بالحرص والطمع.
قوله : (بِيَدِكَ الْخَيْرُ) في الكلام حذف معطوف ، تقديره : والشّرّ ، كقوله تعالى : (سَرابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ) [النحل : ٨١] ، أي : والبرد.
وكقوله : [الطويل]
١٣٨٩ ـ كأنّ الحصى من خلفها وأمامها |
|
إذا أنجلته رجلها خذف أعسرا (١) |
أي ويدها.
قال الزمخشريّ : «فإن قلت : كيف قال : (بِيَدِكَ الْخَيْرُ) دون الشّرّ؟
قلت : لأنّ الكلام إنّما وقع في الخير الّذي يسوقه الله إلى المؤمنين ، ـ وهو الّذي أنكرته الكفرة.
فقال : (بِيَدِكَ الْخَيْرُ) تؤتيه أولياءك على رغم من أعدائك».
__________________
(١) البيت لامرىء القيس ينظر في ديوانه ص ٦٤ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٦٤٧ ، ولسان العرب (خذف) ، (نجل) ، والمقاصد النحوية ٤ / ١٦٩ ، والدر المصون ٢ / ٥٦.