لألف](١) التأنيث من حيث وقوعها رابعة ، فسبب إمالتها ، إما الانقلاب ، وإما شبه ألف التأنيث.
والإنجيل ؛ قيل : إفعيل كإجفيل (٢) ، وفي وزنه أقوال :
أحدها : أنه مشتق من النّجل ، وهو الماء الذي ينز من الأرض ويخرج منها ، ومنه النجل للولد ، وسمي الإنجيل ؛ لأنه مستخرج من اللوح المحفوظ.
وقيل : من النجل وهو الأصل ، ومنه النجل للوالد ، فهو من الأضداد ؛ إذ يطلق على الولد والوالد ، قال الأعشى : [المنسرح]
١٣٢١ ـ أنجب أيّام والده به |
|
إذ نجلاه فنعم ما نجلا (٣) |
وقيل : من النجل ـ وهو التوسعة ـ ومنه العين النجلاء ، لسعتها ، ومنه طعنة نجلاء وسمي الإنجيل بذلك ؛ لأن فيه توسعة لم تكن في التوراة ؛ إذ حلل فيه أشياء كانت محرمة.
وقيل : هو مشتق من التناجل وهو : التنازع ، يقال : تناجل الناس أي : تنازعوا ، وسمّي الإنجيل بذلك لاختلاف الناس فيه ، قاله أبو عمرو الشيباني.
والعامة على كسر الهمزة من «إنجيل» ، وقرأ الحسن بفتحها (٤).
قال الزمخشري : وهذا يدل على أنه أعجمي ؛ لأن أفعيلا ـ بفتح الهمزة ـ قليل عديم في أوزان العرب. قلت : بخلاف إفعيل ـ بكسرها ـ فإنه موجود نحو : إجفيل وإخريط (٥) وإصليت(٦).
__________________
(١) سقط في ب.
(٢) الإجفيل الجبان يقال : أجفل القوم إذا هربوا بسرعة اللسان ١ / ٦٤٣.
(٣) ينظر ديوانه ص ٢٨٥ ، والدرر ٥ / ٤٩ ، وشرح التصريح ٢ / ٥٨ ، ولسان العرب (نجل) ، والمحتسب ١ / ١٥٢ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٤٧٧ ، وأوضح المسالك ٣ / ١٨٦ ، وشرح الأشموني ١ / ٣٢٨ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٤٩٤ ، ومجالس ثعلب ص ٩٦ ، وهمع الهوامع ٢ / ٥٣ ، والدر المصون ٢ / ١٠.
(٤) ينظر : شواذ القراءات ١٩ ، والمحرر الوجيز ١ / ٣٩٩ ، والبحر المحيط ٢ / ٣٩٣ ، والدر المصون ٢ / ٢ / ١١ ، وإتحاف ١ / ٤٦٩.
(٥) الإخريط : نبات ينبت في الجدد ، له قرون كقرون اللّوبياء ، وورقه أصغر من ورق الرّيحان ، وقيل : هو ضرب من الحمض ، وقال أبو حنيفة : هو أصفر اللّون دقيق العيدان ضخم له أصول وخشب ؛ قال الرّمّاح :
بحيث يكنّ إخريطا وسذرا |
|
وحيث عن التّفرّق يلتقينا |
التهذيب : والإخريط من أطيب الحمض ، وهو مثل الرّغل ، سمي إخريطا لأنه يخرّط الإبل أي يرقّق سلحها ، كما قالوا لبقلة أخرى تسلح المواشي إذا رعتها : إسليح.
ينظر اللسان ٢ / ١١٣٦.
(٦) قالت : البارز المستوي. وسيف صلت ، ومنصلت ، وإصليت : منجرد ، ماض في الضّريبة ؛ وبعض ـ