قوله : «من لدنك» متعلق ب «هب» ، و «لدن» ظرف ، وهي لأول غاية زمان أو مكان ، أو غيرها من الذوات نحو : من لدن زيد ، فليست مرادفة ل «عند» ، بل قد تكون بمعناها ، وبعضهم يقيدها بظرف المكان ، وتضاف لصريح الزمان.
قال : [الرجز]
١٣٣٥ ـ تنتهض الرّعدة في ظهيري |
|
من لدن الظّهر إلى العصير (١) |
ولا يقطع عن الإضافة بحال ، وأكثر ما تضاف إلى المفردات ، وقد تضاف إلى «أن» وصلتها ؛ لأنهما بتأويل مفرد.
قال : [الطويل]
١٣٣٦ ـ وليت فلم تقطع لدن أن وليتنا |
|
قرابة ذي قربى ولا حقّ مسلم (٢) |
أي : لدن ولايتك إيانا ، وقد تضاف إلى الجملة الاسمية.
كقوله : [الطويل]
١٣٣٧ ـ وتذكر نعماه لدن أنت يافع |
|
إلى أنت ذو فودين أبيض كالنّسر (٣) |
وقد تضاف للفعلية.
كقوله : [الطويل]
١٣٣٨ ـ لزمنا لدن سالمتمونا وفاقكم |
|
فلا يك منكم للخلاف جنوح (٤) |
وقال آخر : [الطويل]
١٣٣٩ ـ صريع غوان راقهنّ ورقنه |
|
لدن شبّ حتّى شاب سود الذّوائب (٥) |
وفيها لغتان : الإعراب ، وهي لغة قيس ، وبها قرأ أبو بكر (٦) عن عاصم (مِنْ لَدُنْهُ) [النساء : ٤٠] ـ بجر النون ـ ، وقوله : [الرجز]
__________________
(١) البيت قيل : لراجز من طيىء ينظر الهمع ١ / ٢١٥ ، والدرر ١ / ١٨٤ والأشموني ٢ / ٢٦٢ وشرح ابن عقيل ٢ / ٦٨ وشرح شواهد ابن عقيل ص ١٦٣ والدر المصون ٢ / ١٨.
(٢) ينظر البيت في خزانة الأدب ٧ / ١١١ ، والدرر ٣ / ١٣٧ ، وهمع الهوامع ١ / ٢١٥. والدر المصون ٢ / ١٨.
(٣) قد نسب البيت إلى رجل من طيىء. ينظر خزانة الأدب ٧ / ١١١ والألفية للمرادي ٢ / ٢٧٤ والارتشاف ٢ / ٢٦٥ والهمع ١ / ٢١٥ والدرر اللوامع ١ / ١٨٤ والأشموني ٢ / ٢٦٢ والدر المصون ٢ / ١٨.
(٤) ينظر مغني اللبيب ص ٤٢١ ؛ شرح شواهد المغني ص ٨٣٦ والدر المصون ٢ / ١٨.
(٥) البيت للقطامي ينظر ديوانه (٤٤) خزانة الأدب ٧ / ٨٦ ، وشرح شواهد المغني ص ٤٥٥ ، وسمط اللآلي ص ١٣٢ ، والدرر ٣ / ١٣٧ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٤٢٧ ، ومعاهد التنصيص ١ / ١٨١ الأشباه والنظائر ٤ / ٤٧ ، مغني اللبيب ص ١٥٧ ، وشرح الأشموني ٢ / ٣١٨ ، وهمع الهوامع ١ / ٢١٥ ، وأوضح المسالك ٣ / ١٤٥ ، وتخليص الشواهد ص ٢٦٣ والدر المصون ٢ / ١٨.
(٦) ينظر السبعة ٣٨٨ ، وستأتي في الكهف آية ٢.