اللّباب في علوم الكتاب [ ج ٧ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في اللّباب في علوم الكتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

وقرأ ابن (١) السميفع : «يا قومي ادخلوا» بفتح الياء ، وروي أنّ إبراهيم ـ عليه‌السلام ـ لما صعد [جبل لبنان](٢) ، فقال الله تعالى له : «انظر فما أدركه بصرك فهو مقدس ، وهو ميراث لذريتك» (٣).

والأرض المقدّسة هي الأرض المطهّرة من الآفات ؛ لأنّ التّقديس هو التّطهير ، وقال المفسّرون (٤) طهّرت من الشّرك ، وجعلت مسكنا وقرارا للأنبياء ، وفيه نظر ؛ لأنّ تلك الأرض لما أمرهم موسى بدخولها ما كانت مقدّسة عن الشّرك ، وما كانت مقرّا للأنبياء ، وقد يجاب عنه بأنّها كانت كذلك فيما قبل.

واختلفوا في تلك الأرض ، فقال عكرمة ، والسديّ ، وابن زيد : هي أريحا (٥).

وقال الكلبيّ : هي دمشق وفلسطين وبعض الأردن (٦) ، وقال الضّحّاك : هي إيليا وبيت المقدس ، وقال مجاهد : هي الطّور وما حوله (٧). وقال قتادة : هي الشّام كلّها (٨). وقال كعب : وجدت في كتاب الله المنزّل [أنّ الشّام](٩) كنز الله من أرضه ، وبها كثرة من عباده.

وقوله : (كَتَبَ اللهُ لَكُمْ) يعني : في اللّوح المحفوظ أنّها لكم مساكن.

وقال ابن إسحاق (١٠) : وهب الله لكم ، وقيل : جعلها لكم [قال السديّ : أمركم الله بدخولها](١١).

فإن قيل : لم قال (كَتَبَ اللهُ لَكُمْ) ، ثم قال (فَإِنَّها مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ)(١٢) [المائدة : ٢٦].

فالجواب : قال ابن عبّاس : كانت هبة ثمّ حرّمها عليهم بشؤم تمرّدهم وعصيانهم (١٣) ، وقيل: اللّفظ وإن كان عامّا لكنّ المراد به الخصوص ، فكأنّها كتبت لبعضهم ، وحرّمت على بعضهم.

__________________

(١) ينظر : الدر المصون ٢ / ٥٠٦.

(٢) في ب : الجبل ليناد.

(٣) ينظر : الرازي ١١ / ١٥٦.

(٤) ينظر : تفسير الرازي ١١ / ١٥٦.

(٥) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٤ / ٥١٤) عن ابن عباس والسدي وابن زيد.

(٦) ذكره الطبري في «تفسيره» (٤ / ٥١٣) عن الكلبي.

(٧) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٤ / ٥١٣) عن ابن عباس ومجاهد.

(٨) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٤ / ٥١٣) وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٤٧٨) عن قتادة وعزاه لعبد بن حميد وعبد الرزاق.

(٩) سقط في أ.

(١٠) ينظر : تفسير البغوي ٢ / ٢٤.

(١١) سقط في أ.

(١٢) انظر هذه الآثار في «التفسير الكبير» للرازي (١١ / ١٥٦).

(١٣) ينظر : تفسير الرازي ١١ / ١٥٦.