١٩٩٢ ـ وما كلّ مغبون ولو سلف صفقه |
|
................. (١) |
بسكون اللام ، ومثله قراءة أبي السّمّال : (وَلُعِنُوا بِما قالُوا) [المائدة : ٦٤] بسكون العين ، قال شهاب الدين : ليس ذلك مثل «لعنوا» ؛ لأنّ تخفيف الكسر مقيس ؛ بخلاف الفتح ؛ ومثل «سلف» قول الآخر : [الرمل]
١٩٩٣ ـ إنّما شعري ملح |
|
قد خلط بجلجلان (٢) |
من حيث إنه خفّف الفتحة. وقال أبو حيان (٣) ـ بعد أن حكى التخريج الأوّل عن ابن عطية ـ : لا يصحّ ؛ لأنّ عبدا لا يمكن أن ينصب الطاغوت ؛ إذ ليس بمصدر ولا اسم فاعل ، فالتخريج الصحيح أن يكون تخفيفا من «عبد» ك «سلف» في «سلف» ، قال شهاب الدين (٤) : لو ذكر التخريجين عن ابن عطيّة ، ثم استشكل الأول ، لكان إنصافا ؛ لئلا يتوهّم أن التخريج الثاني له ، ويمكن أن يقال : إنّ «عبدا» لما في لفظه من معنى التذلل والخضوع دلّ على ناصب للطاغوت حذف ، فكأنه قيل : من يعبد هذا العبد؟ فقيل : يعبد الطاغوت ، وإذا تقرّر أنّ «عبد» حذف تنوينه فهو منصوب عطفا على القردة ، أي : وجعل منهم عبدا للطّاغوت.
وقرأ (٥) الحسن أيضا في رواية أخرى كهذه القراءة ، إلا أنه جرّ «الطّاغوت» وهي واضحة ، فإنه مفرد يراد به الجنس أضيف إلى ما بعده ، وقرأ الأعمش والنخعيّ وأبو جعفر : «وعبد» مبنيّا للمفعول ، «الطّاغوت» رفعا ، وقراءة عبد الله كذلك ، إلا أنّه زاد في الفعل تاء التأنيث ، وقرأ : «وعبدت الطاغوت» والطاغوت يذكّر ويؤنّث ؛ قال تعالى : (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوها) [الزمر : ١٤] وقد تقدّم في البقرة [الآية : ٢٥] ، قال ابن عطية (٦) : «وضعّف الطبريّ هذه القراءة ، وهي متجهة» ، يعني : قراءة البناء للمفعول ، ولم يبيّن وجه الضعف ، ولا توجيه القراءة ، ووجه الضعف : أنه تخلو الجملة المعطوفة على الصّلة من رابط يربطها بالموصول ؛ إذ ليس في (عَبَدَ الطَّاغُوتَ) ضمير يعود على (مَنْ لَعَنَهُ اللهُ) ، لو قلت : «أكرمت الذين أهنتهم وضرب زيد» على أن يكون «وضرب» عطفا على «أكرمت» لم يجز ، فكذلك هذا ، وأمّا توجيهها ، فهو كما قال الزمخشريّ : إنّ العائد محذوف ، تقديره : «وعبد الطّاغوت فيهم أو بينهم».
__________________
(١) صدر بيت للأخطل وعجزه :
................. |
|
براجح ما قد فاته برداد |
ينظر : ديوانه (١٨) ، والدر المصون ٢ / ٥٥٩.
(٢) تقدم.
(٣) ينظر : البحر المحيط ٣ / ٥٣٠.
(٤) ينظر : الدر المصون ٢ / ٥٥٩.
(٥) ينظر : المحرر الوجيز ٢ / ٢١٥ ، والبحر المحيط ٣ / ٥٣٤ ، والدر المصون ٢ / ٥٥٩.
(٦) ينظر : المحرر الوجيز ٢ / ٢١٣.