جنسه ، نحو : «خاتم حديد» ويجوز الفصل : إمّا بإتباع ، نحو : «خاتم حديد» ، أو تنصبه تمييزا ، نحو : «خاتم حديدا» ، أو بجره ب «من» نحو : خاتم من حديد» ، قال : «والظّاهر أن إضافة «سحق عمامة» و «يتامى النّساء» بمعنى : اللام ، ومعنى اللام : الاختصاص». وهذا الردّ ليس بشيء ، فإنهم ذكروا [في] ضابط الإضافة التي بمعنى «من» أن تكون إضافة جزء إلى كلّ ، بشرط صدق اسم الكلّ على البعض ، ولا شك أن «يتامى» بعض من النّساء ، والنّساء يصدق عليهنّ ، وتحرّزنا بقولنا : «بشرط صدق الكلّ على البعض» من نحو : «يد زيد» فإنّ زيدا لا يصدق على اليد وحدها.
وقال أبو البقاء (١) : (فِي يَتامَى النِّساءِ) [أي :] في اليتامى منهنّ» وهذا تفسير معنى لا إعراب.
والجمهور على «يتامى» جمع : يتيمة.
وقرأ أبو عبد الله المدني (٢) : «ييامى» بياءين من تحت ، وخرّجه ابن جنّي (٣) : على أن الأصل «أيامى» فأبدل من الهمزة ياء ، كما قالوا : «فلان ابن أعصر ويعصر» ، والهمزة أصل ، سمّي بذلك ، لقوله : [الكامل]
١٨٨٦ ـ أبنيّ إنّ أباك غيّر لونه |
|
كرّ اللّيالي واختلاف الأعصر (٤) |
وهم يبدلون الهمزة من الياء ، كقولهم : «قطع الله أده» يريدون : يده ، فلذلك يبدلون منها الياء ، و «أيامى» : جمع «أيّم» بوزن : فيعل ، ثم كسّر على أيايم ، كسيّد وسيايد ، ثم قلبت اللّام إلى موضع العين ، والعين إلى موضع اللّام ، فصار اللّفظ «أيامي» ثم قلبت الكسرة فتحة ؛ لخفّتها ، فتحركت الياء وانفتح ما قبلها ، فقلبت ألفا ؛ فصار : «أيامى» فوزنه فيالع.
وقال أبو الفتح أيضا : ولو قيل إنه كسّر أيّم على فعلى ، كسكرى ، ثم كسّر ثانيا على «أيامى» لكان وجها حسنا ، وسيأتي تحقيق هذه اللّفظة [إن شاء الله تعالى] عند قوله : (وَأَنْكِحُوا الْأَيامى مِنْكُمْ) [النور : ٣٢].
وقرىء (٥) : «ما كتب الله لهنّ» بتسمية الفاعل.
فصل في سبب نزول الآية
ذكروا في سبب نزول الآية قولين :
__________________
(١) ينظر : الإملاء ١ / ١٩٦.
(٢) ينظر : المحرر الوجيز ٢ / ١١٨ ، والبحر المحيط ٣ / ٣٧٨ ، والدر المصون ٢ / ٤٣٤.
(٣) ينظر : المحتسب ١ / ٢٠٠.
(٤) البيت لأعصر بن سعد. ينظر الخصائص ٢ / ٨٦ واللسان (عصر) والمحتسب ١ / ٢٠٠ والدر المصون ٢ / ٤٣٤ ، والبحر المحيط ٣ / ٣٧٨.
(٥) ينظر : البحر المحيط ٣ / ٣٧٨ ، والدر المصون ٢ / ٤٣٤.