وَطَمَعاً) [السجدة : ١٦٥] وطماعة وطماعية كالكراهية ؛ قال : [الطويل]
٢٠٤٦ ـ ................ |
|
طماعية أن يغفر الذّنب غافره (١) |
فالتشديد فيها خطأ ، واسم الفاعل منه طمع ك «فرح» و «أشر» ، ولم يحك أبو حيان غيره ، وحكى الراغب (٢) : طمع وطامع ، وينبغي أن يكون ذلك باعتبارين ؛ كقولهم «فرح» لمن شأنه ذلك ، و «فارح» لمن تجدّد له فرح.
قوله : «أن يدخلنا» ، أي : «في أن» فمحلّها نصب أو جرّ ؛ على ما تقدّم غير مرة.
و «مع» على بابها من المصاحبة ، وقيل : هي بمعنى «في» ولا حاجة إليه ؛ لاستقلال المعنى مع بقاء الكلمة على موضوعها.
فصل
قال المفسّرون (٣) ـ [رحمهمالله] ـ إنّ اليهود عيّروهم ، وقالوا لهم : لم آمنتم؟ فأجابوهم بهذا.
والمراد : يدخلنا ربّنا مع القوم الصّالحين جنّته ، ودار رضوانه قال ـ تعالى ـ : (لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ) [الحج : ٥٩] ، إلا أنه حسن الحذف لكونه معلوما.
قوله تعالى : (فَأَثابَهُمُ اللهُ بِما قالُوا) [المائدة : ٨٥].
وقرأ الحسن (٤) : «فآتاهم الله» : من آتاه كذا ، أي : أعطاه ، والقراءة الشهيرة أولى ؛ لأنّ الإثابة فيها منبهة على أنّ ذلك لأجل عمل ؛ بخلاف الإيتاء ؛ فإنه يكون على عمل وعلى غيره ، وقوله تعالى : (جَنَّاتٍ) مفعول ثان ل «أثابهم» ، أو ل «آتاهم» على حسب القراءتين. و (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) في محلّ نصب صفة ل «جنّات». و «خالدين» حال مقدرة.
فإن قيل : ظاهر الآية يدلّ على أنّهم إنّما استحقّوا ذلك الثّواب بمجرّد القول ؛ لأنّه ـ تعالى ـ قال : (فَأَثابَهُمُ اللهُ بِما قالُوا جَنَّاتٍ) ، وذلك غير ممكن ؛ لأنّ مجرّد القول لا يفيد الثّواب.
فالجواب من وجهين :
الأوّل : أنّه قد سبق من وصفهم ما يدلّ على إخلاصهم فيما قالوا وهو المعرفة ، وذلك قوله ـ تعالى ـ : (مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِ) ، وكلّما حصلت المعرفة والإخلاص وكمال
__________________
(١) البيت ينظر : اللسان «وبل» الدر المصون ٢ / ٥٩٧.
(٢) ينظر : المفردات ٣٠٧.
(٣) ينظر : تفسير البغوي ٢ / ٥٨.
(٤) ينظر : البحر المحيط ٤ / ٩ ، الدر المصون ٢ / ٥٩٨.