١٨٩٤ ـ طها هذربان قلّ تغميض عينه |
|
على دبّة مثل الخنيف المرعبل (١) |
وفي حديث ابن عبّاس : «اتّبعوا دبّة قريش» ، أي : طريقها ، فالمعنى على هذه القراءة : أن يأخذ بهم تارة دبّة ، وتارة دبّة أخرى ، فيتبعون متحيّرين غير ماضين على طريق واحد.
ومذبذب وشبهه نحو : مكبكب ومكفكف ؛ ممّا ضعّف أوله وثانيه ، وصحّ المعنى بإسقاط ثالثه ـ فيه مذاهب :
أحدها : ـ وهو قول جمهور البصريين ـ : أنّ الكلّ أصول ؛ لأنّ أقلّ البنية ثلاثة أصول ، وليس أحد المكرّرين أولى بالزيادة من الآخر.
الثاني ـ ويعزى للزجّاج ـ : أنّ ما صحّ إسقاطه زائد.
الثالث ـ وهو قول الكوفيين ـ : أن الثالث بدل من تضعيف الثاني ، ويزعمون أن أصل كفكف : كفّف بثلاث فاءات ، وذبذب : ذبّب بثلاث ياءات ، فاستثقل توالي ثلاثة أمثال ، فأبدلوا الثالث من جنس الأوّل ، أمّا إذا لم يصحّ المعنى بحذف الثالث ، نحو : سمسم ويؤيو ووعوع ؛ فإنّ الكلّ يزعمون أصالة الجميع ، والذّبذبة في الأصل : الاضطراب والحركة ومنه سمّي الذّباب ؛ لكثرة حركته.
قال ـ عليهالسلام ـ : «من وقي شر قبقبه وذبذبه ولقلقه وجبت له الجنّة» (٢) يعني : الذكر يسمّى بذلك لتذبذبه ، أي : حركته ، وقيل التّذبذب (٣) : التّردّد بين حالين (٤).
قال النابغة : [الطويل]
١٨٩٥ ـ ألم تر أنّ الله أعطاك سورة |
|
ترى كلّ ملك دونها يتذبذب (٥) |
وقال آخر : [الطويل]
١٨٩٦ ـ خيال لأمّ السّلسبيل ودونها |
|
مسيرة شهر للبعير المذبذب (٦) |
بكسر الذال الثانية ، قال ابن جنّي : «أي : القلق الذي لا يستقرّ» ؛ قال الزمخشريّ :
__________________
(١) ينظر البيت في اللسان (رعبل) والبحر المحيط ٣ / ٣٩٤ والدر المصون ٢ / ٤٧.
(٢) ذكره العجلوني في كشف الخفاء ٢ / ٢٥٩.
وقبقبه ؛ بقافين مفتوحتين وموحدتين ، أولاهما ساكنة البطن من القبقبة ، وهي صوت يسمع من البطن ، وذبذبه بذالين معجمتين مفتوحتين وموحدتين ، أولاهما ساكنة الذكر ولقلقه بلامين مفتوحتين ، وقافين أولاهما ساكنة اللّسان ، ويجوز أن يكون القبقبة كناية عن أكل الحرام.
(٣) في ب : الذبذبة.
(٤) في ب : حالتين.
(٥) تقدم برقم ٢٩١.
(٦) البيت للبعيث بن حريث ينظر الحماسة ١ / ٢٢٨ والبحر المحيط ٣ / ٣٩٢ والكشاف ٤ / ٣٢٣ والمحتسب ١ / ٢٠٣ والدر المصون ٢ / ٤٤٨.