من أن أتولّى لأحد منهم عملاً ، أو أطأ بساط رجل منهم ، إلاّ لتفريج كربة عن مؤمن ، أو فكّ أسره ، أو قضاء دينه ، إنّ أهون ما يصنع الله تعالى بمن تولّى لهم عملاً أن يضرب عليه سرادق من نار إلى أن يفرغ الله تعالى من حساب الخلائق ، فإن ولّيت شيئاً من أعمالهم فأحسن إلى إخوانك فواحدة بواحدة » (١) الحديث.
ولا خلاف فيما تضمّنه من الاستثناء وشرطه فتوًى ونصّاً ، وهو مستفيض ، وإن اختلف في الإباحة والرجحان والإثابة ، فبين ما دلّ على الأوّل ، وهو هذا الخبر ، ونحوه المروي مرسلاً في الفقيه : « كفّارة خدمة السلطان قضاء حوائج الإخوان » (٢).
والخبران ، في أحدهما : « إن كنت تعلم أنّك إن ولّيت عملت في عملك بما أمر به رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ثم تصيّر أعوانك وكتّابك أهل ملّتك فإذا صار إليك شيء واسيت به فقراء المؤمنين حتّى تكون واحداً منهم كان ذا بذا ، وإلاّ فلا » (٣).
وفي الثاني : « ما من جبّار إلاّ ومعه مؤمن يدفع الله به عن المؤمنين ، وهو أقلّهم حظّا في الآخرة ، يعني أقلّ المؤمنين حظّا ، لصحبة الجبّار » (٤).
وما دلّ على الثاني ، وهو مستفيض ، أجودها دلالةً المروي عن الكشي (٥)
__________________
(١) الكافي ٥ : ١٠٩ / ١ ، التهذيب ٦ : ٣٣٣ / ٩٢٤ ، الوسائل ١٧ : ١٩٤ أبواب ما يكتسب به ب ٤٦ ح ٩.
(٢) الفقيه ٣ : ١٠٨ / ٤٥٣ ، الوسائل ١٧ : ١٩٢ أبواب ما يكتسب به ب ٤٦ ح ٣.
(٣) الكافي ٥ : ١١١ / ٤ ، التهذيب ٦ : ٣٣٥ / ٩٢٨ ، الوسائل ١٧ : ٢٠١ أبواب ما يكتسب به ب ٤٨ ح ١.
(٤) الكافي ٥ : ١١١ / ٥ ، الوسائل ١٧ : ١٨٦ أبواب ما يكتسب به ب ٤٤ ح ٤.
(٥) الرواية ليست موجودة في رجال الكشي ، بل توجد في رجال النجاشي : ٣٣١ / ٨٩٣.