الآية ، حَصْرٌ نِسبيٌ إضافيٌ ، بمعنى أنّ المؤثر في النجاة من النار ، والفوز بالجنة ، إنّما هو الإيمان والعمل الصالح ، وأمّا عدم دخالة شيء آخر كالأصول الثلاثة التي يتبناها اليهود والنصارى أو دخالته ، فليست الآية في مقام تبيينه إثباتاً أو نفياً ، حتى يكون دليلاً على إقرار الآية بشرعية الشرائع السابقة .
وبعبارة أخرى : إنّ الآية ساكتة عن بيان ما هو حقيقة الإيمان بالله وما هو شرطه ، وما هو المقصود من العمل الصالح ، وكيف يتقبل ، وإنّما يطلب ذلك من سائر الآيات .
وقد دلّت الآيات القرآنية على أنّ الإيمان بالله لا ينفك عن الإيمانِ بأنبيائه ، والإيمانُ بأنبيائه ، لا ينفك عن الإيمانِ بنبيه الخاتم ، قال سبحانه : ( فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ ) (١) .
كيف وقد عَدّت الآيات القرآنية الإيمانَ بالرسول مُقَوِّماً لحقيقة الإيمان ، فقالت : ( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ ) (٢)
* * *
إلى هنا تمّ البحث عن عالمية رسالة الرسول الأكرم ، وتمّ ردّ الشبهات التي قد تُورد حوله ، ويقع البحث في السمة الثانية لرسالته وهي خاتميتها ، وهو من الموضوعات المهمّة التي لا يكون المُسْلِمُ مُسْلِماً إلّا بالإيمان بها .
* * *
__________________
(١) سورة البقرة : الآية ١٣٧ .
(٢) سورة النور : الآية ٦٢ .