أو يصح من الخالق الحكيم أن يهب له تلك الأجهزة المُؤَثِّرة في كمالاته المادية ، ويترك ما هو مؤثر في تكامل روحه وفكره ؟ .
ولقد أُلهمنا هذا البرهان مما ذكره الشيخ الرئيس في إلهيات الشفاء حيث قال :
« الحاجة إلى هذا ( بعث النبي ) في أن يبقى نوع الإِنسان ويتحصَّل وجوده ، أشدّ من الحاجة إلى نبات الشعر على الأشفار وعلى الحاجبين ، وتقصير الأخمص من القدمين ، وأشياء أُخرى من المنافع التي لا ضرورة إليها في البقاء . . . . فلا يجوز أن تكون العناية الأُولى تقضي تلك المنافع ، ولا تقضي هذه التي هي أُسُّها » (١) .
وإلى هذا يشير صدر المتألهين بقوله : « إن ذاته سبحانه منبع الخيرات ومنشأ الكمالات ، فيصدر منه كل ما يصدر على أقصى ما يتصور في حقه من الخير والكمال ، والزينة والجمال ، سواء أكان ضرورياً له ، كوجود العقل للإِنسان والنبي للأُمة . وغير ضروري ، كإنبات الشعر على الأشفار والحاجبين ، وتقصير الأخمص من القدمين » (٢) .
* * *
__________________
(١) الهيات الشفاء ، بحث النبوة ، ص ٥٥٧ طبعة طهران . وأورده بعينه في كتاب النجاة ، ص ٣٠٤ ، طبعة ١٣٥٧ هـ .
(٢) المبدأ والمعاد ، لصدر المتألهين ، ص ١٠٣ ، طبعة طهران .