٤ ـ ( يَا بَنِي آدَمَ ، إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ ) .
فالخطاب الأخير ، ليس إنشاءَ خطاب في عصر الرسالة ، حتى ينافي ختمها ، بل حكاية للخطاب الصادر بعد هبوط أبينا آدم إلى الأرض .
والذي يوضح ذلك قوله سبحانه في سورة أُخرى :
( قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ، بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ، فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى ، فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ ) (١) .
فقوله : ( فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى ) ، يتحد مع الآية السابقة ، مضموناً .
وهذا النموذج من الشبهات يوقفك على حالة سائر ما استدلّت به الفرق الباطلة في هذا المجال ، من القرآن ، ولذلك ضربنا عن هذه الشبهات صفحا (٢) . ونعرّج إلى أسئلة جديرة بالبحث والنقاش ، حول الخاتمية طَرَحها مرور الزمان ، وتكامُلُ الحضارات ، وتَفَتُّح العقول ، على بساط البحث . فلأجل أهميتها ، نطرحها ، ثم نجيب عنها بما يناسب وضع الكتاب .
* * *
__________________
(١) سورة طه : الآية ١٢٣ .
(٢) لاحظ ـ للوقوف عليها وعلى أجوبتها ـ « مفاهيم القرآن » ، ج ٣ ، ص ١٨٥ ـ ٢١٦ .