كالمؤذّن إذا قام إلى الأذان ، لأنّ الإمام استدبرهم لمّا صعد ثم أقبل عليهم (١).
وقد كان أصحاب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يحول بين بعضهم وبعض شجرة فيسلّم بعضهم على بعض (٢).
وبالأذان لا يغيب عنهم. نعم لو صعد المنارة ثم نزل سلّم.
إذا عرفت هذا ، فإذا سلّم وجب على السامعين الردّ على الكفاية.
و : أن يجلس بعد السلام على المستراح حتى يفرغ المؤذّن فيستريح بقعوده عن تعب صعوده.
ولأنّه لا فائدة بقيامه حالة الأذان ، وقد كان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم يخطب خطبتين ، ويجلس جلستين (٣).
ومن طريق الخاصة : قول الباقر عليهالسلام : « كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، إذا خرج إلى الجمعة قعد على المنبر حتى يفرغ المؤذّنون » (٤).
مسألة ٤١٢ : يستحب أن يكون الخطيب بليغا ليأتي بالألفاظ الناصّة على التخويف والإنذار ، مواظبا على الصلوات ليكون وعظه أبلغ في القلب ، حافظا لمواقيت الفرائض ، واستقبال الناس بوجهه ، فلا يلتفت يمينا ولا شمالا ـ وبه قال الشافعي (٥) ـ لأنّ النبي عليهالسلام كان يفعل ذلك (٦) ، ولئلاّ يخصّ قوما دون آخرين ، بل يخطب تلقاء وجهه.
__________________
(١) عمدة القارئ ٦ : ٢٢١ ، المنتقى للباجي ١ : ١٨٩ ، المجموع ٤ : ٥٢٧ ، الميزان للشعراني ١ : ١٩١ ، المغني ٢ : ١٤٤.
(٢) الترغيب والترهيب ٣ : ٤٢٨ ـ ١٦.
(٣) سنن أبي داود ١ : ٢٨٦ ـ ١٠٩٢.
(٤) التهذيب ٣ : ٢٤٤ ـ ٦٦٣.
(٥) المهذب للشيرازي ١ : ١١٩ ، المجموع ٤ : ٥٢٨.
(٦) أورد أبو إسحاق الشيرازي في المهذب ١ : ١١٩ رواية عن سمرة بن جندب ، أنّ النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، كان إذا خطبنا استقبلناه بوجوهنا واستقبلنا بوجهه.