ويقرأ الأبيات ... حتّى جاء في «كتاب الوجهين والروايتين» للقاضي أبي يعلى عن أحمد بن حنبل أنّه قال : إن صحّ ذلك عن يزيد فقد فسق! وقال مجاهد : فقد نافق. وقال الشعبي : وزاد فيها يزيد قال :
لعبت هاشم بالملك فلا |
|
خبر جاء ولا وحي نزل |
لست من خندف إن لم أنتقم |
|
من بني أحمد ما كان فعل (١) |
ولمّا وضعت رؤوس أهل بيت الحسين وأصحابه بين يدي يزيد تمثل بقول المرّي :
يفلّقن هاما من رجال أعزّة |
|
علينا وهم كانوا أعقّ وأظلما! |
وكان يحيى بن الحكم أخو مروان حاضرا فقال :
لهام بجنب الطفّ ، أدنى قرابة |
|
من ابن زياد العبد ذي الحسب الوغل |
سميّة أمسى نسلها عدد الحصى |
|
وبنت رسول الله ليس لها نسل! |
فضرب يزيد في صدر يحيى وقال له : اسكت (٢).
ثمّ أذن للناس فدخلوا والرأس بين يديه ، وبيده قضيب ينكت به في ثغره!
وكان ممّن دخل عليه الصحابيّ أبو برزة الأسلمي الأنصاري من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فلمّا رأى يزيد يفعل ذلك أنكره وقال : أتنكت بقضيبك في ثغر الحسين! أما لقد أخذ قضيبك من ثغره مأخذا لربّما رأيت رسول الله صلىاللهعليهوآله يرشفه! أما إنّك يا يزيد (كذا بدون لقب) تجيء يوم القيامة وشفيعك ابن زياد! ويجيء هذا يوم القيامة وشفيعه محمّد صلىاللهعليهوآله! ثمّ قام فولّى.
__________________
(١) تذكرة الخواص ٢ : ١٩٥ ـ ١٩٦ بتحقيق تقي زاده. وخندف اسم إحدى جدّاته.
(٢) تاريخ الطبري ٥ : ٤٦٠ ـ ٤٦١ عن أبي مخنف ، والإرشاد ٢ : ١١٩ ـ ١٢٠.