ومالي! قال : اضربوا عنقه! وكان مروان حاضرا فوثب وضمه إليه وقال لمسلم : يبايعك على ما أحببت! قال : لا والله! لا أقيلها إيّاه أبدا ، ثمّ قال لجلاوزته : إن تنحّى مروان وإلّا فاقتلوهما جميعا! فتركه مروان فضربوا عنقه!
ثمّ أتي بابنه يزيد بن عبد الله بن زمعة (وكان عبد الله زوج زينب بنت امّ سلمة زوج النبيّ ، فيزيد ابن بنتها) فقال له مسلم : بايع وقال : ابايعك على كتاب الله وسنّة نبيّه! فأمر بقتله! فقتلوه (١)!
وعاد بنو امية إلى المدينة. وقال ابن قتيبة : وانتقل مسلم من منزله (بالحرّة) إلى قصر بني عامر في دومة (من المدينة) ودعا من بقي من أهل المدينة للبيعة (٢) وكان بنو امية أول من دعاهم إلى بيعة يزيد ، وأوّلهم مروان بن الحكم ، ثمّ سائر أكابرهم (٣).
وأتي بعمرو بن عثمان بن عفّان (وكان كاظما غيظه عليه لوفائه بحلفه لأهل المدينة) ولا يعرفه من حضره من أهل الشام ، فقال لهم : تعرفون هذا؟ قالوا : لا ، قال : هذا الخبيث ابن الطيّب : هذا عمرو بن عثمان أمير المؤمنين! ثمّ قال له : هيه يا عمرو ؛ إذا ظهر أهل المدينة قلت : أنا رجل منكم! وإن ظهر أهل الشام قلت : أنا ابن أمير المؤمنين عثمان! (وكانت امّ عمرو دوسية) فقال : وإن امّ هذا كانت تدخل الجعل في فيها! ثمّ تقول لأبيه : يا أمير المؤمنين حاجيتك! ما في فيّ؟ وفي فيها ما أساءها! ثمّ أمر مسلم أن تنتف لحية عمرو فنتفوها! ثمّ خلّى سبيله (٤).
__________________
(١) تاريخ خليفة بن الخياط الأموي الهوى : ١٤٩.
(٢) الإمامة والسياسة ٢ : ١٠.
(٣) الإمامة والسياسة ١ : ٢١٤.
(٤) تاريخ الطبري ٥ : ٤٩٤.