ثمّ اتي بعبد الله بن الحارث مغلولا ، فقال له مسلم : أنت القائل : اقتلوا سبعة عشر رجلا من بني اميّة لا تروا شرّا أبدا! قال : قد قلتها ، ولكن لا يسمع لأسير أمر ، أرسل يدي وقد برئت منّي الذمة ، إنّما نزلت بعهد الله وميثاقه ، وايم الله لو أطاعوني وقبلوا منّي ما أشرت به عليهم ما تحكّمت أنت فيهم أبدا! فأمر به فضربت عنقه (١).
ثمّ أمر بمحمّد بن أبي الجهم وجماعة من وجوه قريش والأنصار من خيار الصحابة والتابعين ... فجعل مروان يعتذر إلى القرشيين منهم يقول : والله لقد أساءني قتل من قتل منكم!
فقالت له قريش : أنت والله الذي قتلتنا ، ما عذرك الله والناس ، لقد خرجت من عندنا وقد حلفت لنا عند منبر رسول الله صلىاللهعليهوآله لتردّنهم عنّا فإن لم تستطع لتمضينّ ولا ترجع معهم ، فرجعت ودللت على العورة وأعنت على الهلكة ، فالله لك بالجزاء.
فقال مروان للمرّي : قد والله شفيتني من دماء هؤلاء القوم إلّا ما كان من قريش! فإنّك أفنيتها وأثخنتها! فقال مسلم : والله لا أعلم عند أحد غشّا لأمير المؤمنين إلّا سألت الله أن يسقيني دمه! فقال مروان : إنّ عند أمير المؤمنين! عفوا لهم وحلما عنهم ليس عندك (٢)!
__________________
أدخلوا معقلا وأغلقوا الباب دون قومه فحبسوهم خلفه. ثمّ ساق الخبر نحوا ممّا مرّ وفيه :
وكانت عليه جبة فجعل يمزّقها لئلّا يلبسوها! فيعلم أنّ الفصل في المحرم لسنة (٦٣) لم يكن صيفا قائضا وحارّا.
(١) الإمامة والسياسة ١ : ٢١٤ ، ونسبها في ٢ : ١٠ إلى محمّد بن أبي الجهم.
(٢) الإمامة والسياسة ١ : ٢١٥.