عليه وقال له : ابسط يدك ابايعك! فبسط المختار يده فبايعه إبراهيم. ثمّ دعا لهم بشراب من عسل وفواكه فأكلوا وشربوا ثمّ نهضوا ، فخرج ابن الأشتر مع المختار راكبا حتّى أبلغه رحله ، ومعه من قومه عبد الرحمن بن عبد الله النخعي.
ولمّا كان الكتاب بيد عامر الشعبي وهو لم يشهد مع الشاهدين بصحّة نسبة الكتاب ولا حظ ذلك ابن الأشتر ، فلمّا أراد إبراهيم الرجوع إلى رحله أخذ بيد الشعبي وقال له : انصرف معنا ، ومضى به مع أبيه حتّى دخل رحله ثمّ قال له : يا شعبي ، إنّي قد حفظت عليك أنّك لم تشهد ولا أبوك بالكتاب ، أفترى هؤلاء شهدوا على حقّ؟!
وكان الشعبيّ يتّهم القوم في شهادتهم ، ولكنّه كان يرى رأيهم ويحبّ تمام الأمر للمختار ويعجبه الخروج (والثورة) فلم يعلمه بما في نفسه وقال له : إنّهم قد شهدوا بذلك وهم فرسان العرب ومشيخة المصر وسادة القرّاء! ولا أرى مثل هؤلاء يقولون إلّا حقّا! فقال له ابن الأشتر : فاكتب لي بأسمائهم فإنّي لست أعرف كلّهم. ثمّ دعا بدواة وصحيفة فكتب له الشعبي : بسم الله الرحمنِ الرحيم ، هذا ما شهد به السائب بن مالك الأشعري ، ويزيد بن أنس الأسدي ، وأحمر بن شميط الأحمسي ، ومالك بن عمرو النهدي و... شهدوا : أنّ محمّد بن علي كتب إلى إبراهيم بن الأشتر يأمره بمؤازرة المختار ومظاهرته على قتال المحلّين ، والطلب بدماء «أهل البيت». وشهد بشهادة هؤلاء النفر : عبد الرحمن بن عبد الله النخعي وشراحيل بن عبد الشعبي الفقيه! وابنه عامر (١)!
ثمّ دعا إبراهيم إخوانه وعشيرته ومن أطاعه إلى ما هو عليه ، وأقبل يروح في كلّ عشية عند المساء إلى المختار فيمكث عنده حتّى تصوّب النجوم ثمّ
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ : ١٦ ـ ١٨ عن أبي مخنف عن الشعبي.