وغالبا كانا متّحدين أي كان أميرها هو أمير الموسم إلّا نادرا. وعزل معاوية سعيد بن العاص وأمّر مروان سنتين ، ثمّ عزله وأمّر الوليد بن عتبة بن أبي سفيان من سنة (٥٧) حتّى مات معاوية سنة (٦٠). وعرف مروان بمرارة أمره مع بني هاشم على عكس الوليد.
ولعلّ خروج أولئك الخوارج بالكوفة والبصرة أوحى أنّ أمر معاوية قد أوهى شيئا ما.
فروى سليم بن قيس الهلالي : أنّ الحسين عليهالسلام حجّ قبل موت معاوية بسنة أو سنتين (٥٨ ه) ، ومعه ابنا عمّيه عبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر ، فلما كانوا بمنى جمع إليه من حجّ من بني هاشم رجالهم ونساءهم ومواليهم و «شيعتهم» ومن يعرف من أهل بيته والأنصار. وأرسل رسلا وقال لهم : لا تدعوا أحدا ممّن حجّ العام من أصحاب رسول الله المعروفين بالصلاح والنسك إلّا أن تجمعوهم لي : فاجتمع إليه في سرادقه نحو من مئتي رجل من أصحاب النبي ، وأكثر من سبعمئة رجل من التابعين وغيرهم. ثمّ قام فيهم الحسين عليهالسلام خطيبا :
فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : أما بعد ، فإن هذا الطاغية (معاوية) قد فعل بنا و «شيعتنا» ما قد رأيتم وعلمتم وشهدتم! وإني أريد أن أسألكم عن شيء فإن صدقت فصدّقوني وإن كذبت فكذّبوني! أسألكم بحقّ الله عليكم وحقّ رسول الله وحقّ قرابتي من نبيّكم! لما سبرتم مقامي هذا ووصفتم مقالتي ، ودعوتم من أنصاركم في قبائلكم من أمنتم من الناس ووثقتم به ، فأدعوهم إلى ما تعلمون من حقّنا ، فإنّي أتخوّف أن يدرس هذا الأمر ويذهب الحق ويغلب! (وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ)(١) ثمّ قال :
__________________
(١) الصف : ٨.