أتعلمون أن رسول الله صلىاللهعليهوآله فضّل (عليا) على جعفر وحمزة (١) حين قال لفاطمة : «زوّجتك خير أهل بيتي : أقدمهم سلما ، وأعظمهم حلما وأكثرهم علما» قالوا : اللهم نعم.
قال : أتعلمون أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قال : «أنا سيّد ولد آدم ، وأخي سيد العرب ، وفاطمة سيدة نساء أهل الجنّة ، وابناي الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة» قالوا : اللهم نعم!
قال : أتعلمون أنه كانت له من رسول الله صلىاللهعليهوآله كل يوم خلوة وفي كل ليلة دخلة ، إذا سأله أجابه وإذا سكت ابتدأه؟ قالوا : اللهم نعم!
قال : أتعلمون أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله قضى بينه وبين زيد وجعفر فقال له : «يا عليّ ، أنت منّي وأنا منك ، وأنت وليّ كل مؤمن ومؤمنة بعدي»؟ قالوا : اللهم نعم.
قال : أتعلمون أن رسول الله صلىاللهعليهوآله لم تنزل به شدّة قط إلّا قدّمه لها ثقة به ، وأنه لم يدعه باسمه قط إلّا أن يقول : يا أخي أو ادعوا لي أخي؟ قالوا : اللهم نعم!
قال : أنشدكم الله ، أتعلمون أنه دفع إليه اللواء «يوم خيبر» وقال : «لأدفعه إلى رجل يحبّه الله ورسوله ويحبّ الله ورسوله ، كرّار غير فرّار ، يفتحها الله على يديه»؟ قالوا : اللهم نعم!
قال : أنشدكم الله هل تعلمون أن رسول الله صلىاللهعليهوآله اشترى موضع مسجده ومنازله فابتناه ، ثمّ ابتنى فيه عشرة منازل (تدريجا) تسعة له ، وجعل أوسطها لأبي ، ثمّ خطب صلىاللهعليهوآله فقال : «إن الله أمر موسى أن يبني مسجدا طاهرا لا يسكنه غيره وغير هارون وابنيه ؛ وإن الله أمرني أن ابني مسجدا طاهرا لا يسكنه غيري
__________________
(١) هذا وعبد الله بن جعفر حاضر يسمعه ، ويومئذ كان جعفر في هجرة الحبشة ، وراعينا في المناشدات تواريخ وقوع حوادثها.