وكان ذلك للرابع عشر من شهر رمضان من سنة سبع وستّين ، وللمختار سبع وستّون سنة (١).
وأحضر مصعب امرأتي المختار : امّ ثابت بنت سمرة بن جندب الأنصاري الفزاري فقال لها :
ما تقولان في المختار؟ فقالت : ما نقول فيه إلّا ما تقولون أنتم فيه ، فقال لها : فاذهبي.
وقال لعمرة بنت النعمان بن بشير الأنصاري : ما تقولين فيه؟ قالت : رحمة الله عليه ، إنه كان عبدا من عباد الله الصالحين! فأمر بحبسها وكتب فيها إلى أخيه عبد الله وقال : إنّها تزعم أنّه نبيّ! فكتب إليه بقتلها! فأخرجها بعد العتمة إلى ما بين الكوفة والحيرة فضربها قاتلها ثلاث ضربات بالسيف فقتلها وهي تصرخ : يا أبتاه! يا أهلاه! يا عشيرتاه (٢)!
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ : ١١٥ ـ ١١٦. وأغرب اليعقوبي فقال : إنّ مصعبا أعطاهم الأمان وكتب لهم بذلك ثمّ قتلهم واحدا واحدا فكانت إحدى الغدرات المذكورة المشهورة في الإسلام! اليعقوبي ٢ : ٢٦٣ ـ ٢٦٤ وإنّه ألقى بين يديه رأس المختار ٢ : ٢٦٥. وفي الإمامة والسياسة ٢ : ٢٥ : أنّه بعث به إلى أخيه وذكر الأمان والغدر المسعودي في مروج الذهب ٣ : ٩٩ وأعرض عنه في التنبيه والإشراف : ٢٧٠.
(٢) تاريخ الطبري ٦ : ١١٢ عن أبي مخنف.
وفي مروج الذهب ٣ : ٩٩ : واتي بحرم المختار ، فدعاهن إلى البراءة منه ففعلن ، إلّا حرمتين له إحداهما بنت سمرة بن جندب الفزاري ، والثانية ابنة النعمان بن بشير الأنصاري الخزرجي فانّهما قالتا : كيف نتبرّأ من رجل يقول : ربّي الله ، كان صائم نهاره قائم ليله ، قد بذل دمه لله ولرسوله في طلب قتلة ابن بنت رسول الله وأهله و «شيعته» فأمكنه الله منهم حتّى شفى النفوس!