ثمّ أمر مصعب أن يقطعوا كفّ المختار فيسمّروها بمسمار إلى جانب المسجد الجامع! ففعلوا ذلك (١).
وقال الواقدي : كان المختار حين وقف لمصعب في عشرين ألفا! وتوجّه منهم نحو القصر ثمانية آلاف لم يجدوا من يقاتل بهم ووجدوا المختار في القصر .. فأقام مصعب يحاصره أربعة أشهر ، يخرج إليهم في سوق الكوفة فيقاتلهم من وجه واحد ولا يقدرون عليه حتّى قتل المختار. فلمّا قتل المختار بعث من في القصر يطلب الأمان فأبى مصعب حتّى ينزلوا على حكمه ، فلمّا نزلوا على حكمه وهم ثمانية آلاف سبعة آلاف من العرب وسائرهم عجم! فلمّا خرجوا أراد مصعب أنّ يترك العرب ويقتل العجم!
فقال له من معه : أيّ دين هذا؟! تقتل العجم وتترك العرب ودينهم واحد! فقدّمهم فضرب أعناقهم.
وعن النميري البصري عن المدائني : أنّ مصعبا شاور أصحابه في من نزل على حكمه من المحصورين في القصر ، فقال ابن الأشعث وأمثاله : اقتلهم ، وكان معهم عبيد الله بن الحرّ الجعفي فقال له : أيّها الأمير ، ادفع كلّ رجل منهم إلى عشيرته تمنّ بهم عليهم ، ولا غنى بنا عنهم في ثغورنا ، وادفع عبيدنا إلى مواليهم فإنّهم لأيتامنا وأراملنا وضعفائنا يردّونهم إلى أعمالهم ، واقتل الموالي فإنه قد بدا كفرهم وعظم كبرهم وقلّ شكرهم.
وكان الأحنف التميمي ساكتا فقال له مصعب : وما ترى يا أبا بحر؟ فعرّض بقتلهم كلّهم فقتلهم كلّهم!
__________________
(١) تاريخ الطبري ٦ : ١٠٨ ـ ١١٠ عن أبي مخنف.