إلى السماء وضع قدمه عليها! وأنّه قال (عن أبي هريرة) : «ألا لا تشدّ الرحال إلّا إلى ثلاثة مساجد : المسجد الحرام ، ومسجدي ، ومسجد بيت المقدس!».
فقال عبد الملك للناس : هذا ابن شهاب يحدثكم الحديث عن رسول الله .. فهو يقوم لكم مقام المسجد الحرام! وهذه الصخرة التي يروي فيها : أنّ رسول الله وضع قدمه عليها! فهي تقوم لكم مقام الكعبة! وأخذ الناس بأن يطوفوا حولها كما يطوفون حول الكعبة (١).
ثمّ أجمل اليعقوبي في عدد جنود عبد الملك من الشام والكوفة مع الحجّاج لحرب ابن الزبير بمكّة في عشرين ألفا كما مرّ ، وفصّله ابن قتيبة فقال : خرج الحجّاج إلى ابن الزبير في ألف وخمسمئة من رجال الشام إلى الطائف ، وتابع عبد الملك إرسال الجيوش إليه حتّى توافى عنده قدر ما يظنّ أن يقدر بهم على قتال ابن الزبير فخرج بهم في (هلال) ذي القعدة سنة (٧٢) إذ خرج بهم من الطائف (عشرين ألفا) حتّى نزل بمنى.
ثمّ نصب الحجّاج المنجنيق على أبي قبيس وسائر جبال مكّة فحاصر ابن الزبير ومن معه ورماهم بالحجارة (٢).
وقال اليعقوبي : فجعلت الصواعق تأخذهم والحجّاج يقول لجنده من أهل الشام : يا أهل الشام! لا تهولنّكم هذه الصواعق فإنّما هي من تهامة! فلم يزل يرميه بالمنجنيق حتّى هدم الكعبة! وكان ابن الزبير شديد البخل فكان يجرى لجنده نصف صاع من تمر! فرأى فيهم تثاقلا فقال لهم : أكلتم تمري وعصيتم أمري (٣)! فذهب مثلا جاريا.
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٦١ وتمامه : وأقام بذلك أيام بني أمية! والصحيح : أيام ابن الزبير.
(٢) الإمامة والسياسة ٢ : ٣٠.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٦٦.