وقال خليفة : بل قال سعيد لهشام : إن أحبّ عبد الملك أن ابايع الوليد فليخلع نفسه! فقال هشام : فادخل من هذا الباب واخرج من آخر ليرى الناس أنّه قد بايع! فأبى وقال : لا يغترّبي أحد! فضربه مئة سوط! فحين بلغ ذلك عبد الملك قال : بئسما صنع هشام! مثل سعيد لا يضرب بالسياط ، كان ينبغي أن يضرب عنقه! أو يدعه! وكان ذلك سنة أربع (أو خمس) وثمانين.
وفيها كان أخو عبد الملك : محمّد بن مروان ما زال على الموصل والجزيرة وإلى أرمينية ، وزحفت الروم إلى أرمينية ، فكأنّه بلغه عنهم أنّهم استقبلوهم مرحّبين ، فلمّا هزمهم محمّد بعث من موالي عثمان بن عفّان : زياد بن الجرّاح ومعه جمع ، فجمع أهل نخجوان النشوى والبسفرجان في كنائسهم وبيعهم وقراهم وحرّقها عليهم! فسمّيت عندهم سنة الحريق.!
ثمّ ولّاها عبد الله بن حاتم الباهلي ، فمات ، فولّاها أخاه عبد العزيز بن حاتم فبنى مدن النشوى وبرذعة ودبيل سنة (٨٥ ه).
وخرج من أنطاكية أكثر من ألف إلى طوانة بثغر المصّيصة من ثغور الروم ، فلقيهم الروم في جموع كثيرة فاصيب نحو من ألف منهم من أهل أنطاكية.
وفي سنة (٨٦ ه) غزا مسلمة بن عبد الملك بلاد الروم ففتح حصن بولاق وحصن الأخرم قبيل وفاة أبيه.
وفيها في النصف من شوال مات عبد الملك بدمشق وهو ابن ثلاث وستين سنة (١).
__________________
(١) تاريخ خليفة ١ : ١٨٣ ـ ١٨٥.