من بلاد المغرب فأصاب سبيا وغنم وسلم. وأغزاها ابنه عبد الله فافتتح بلدة قولة (١). وفي (٨٩ ه) أغزاه فغزا ميورقة ومنورقة جزيرتين بين صقلية والأندلس فافتتحهما. وأغزى ابنه مروان السوس الأقصى فافتتحها وبلغ سبيها أربعين ألفا (٢)!
وقال اليعقوبي : في سنة (٩١) وجّه مولاه طارقا فالتقى الإدريق ملك الأندلس (٣) وقال المسعودي : عبر طارق إلى الأندلس (من مضيق طارق) وقاتل الاذريق ملك الإشبان الذين كانوا بالأندلس (٤) وزحف طارق إليه فاقتتلوا قتالا شديدا ، وفتح الأندلس ، ثمّ خرج موسى إلى البلد فلقيه طارق وترضّاه فرضى عنه ووجّهه إلى مدينة طليطلة من عظائم مدائن الأندلس على مسيرة عشرين يوما! فافتتحها وأصاب فيها مائدة ذهب مفصّصة بالجواهر فبعث بها إلى ابن نصير.
وكان قتيبة بن مسلم الباهلي عامل الحجّاج الثقفي في الريّ فكتب الحجّاج إليه أن يذهب بمن معه إلى مرو فيقبض على أبناء المهلّب بن أبي صفرة الأزدي : يزيد والمفضّل وبني أبيه فيوثقهم ويشخصهم إلى الحجّاج ، فقد عزلهم وولّاه بدلهم على خراسان. فسار قتيبة بمن معه من الريّ حتّى قدم مرو فأخذ ولد المهلّب وأشخصهم إلى الحجّاج ، فطالبهم بستّة آلاف ألف درهم (ملايين) وحبسهم في ذلك (٥) وعذّبهم لذلك بأشدّ عذاب ، فسألوه أن يدخل إليهم التجار ليبيعوهم أموالهم
__________________
(١) تاريخ خليفة : ١٩٠ و ١٩١.
(٢) تاريخ خليفة : ١٩٢.
(٣) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٨٥.
(٤) التنبيه والإشراف : ٢٨٨ والإشبان معرّب الإسپان ، وصحّف في اليعقوبي إلى إصفهان!
(٥) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٨٥.