وضياعهم فيوفّوه ما أراد ، فأدخل عليهم التجار ، وكانوا قد تقدّموا إلى ذويهم أن يعدّوا لهم طعاما كثيرا ويدخلوا عليهم النجائب ، فركبوها واختلطوا بغمار الناس وخرجوا معهم متنكّرين إلى دمشق الشام! فصاروا إلى عبد العزيز بن الوليد فشفع لهم عند أبيه الوليد فآمنهم وأحضرهم وصالحهم على نصف ما أراد الحجّاج : ثلاثة آلاف ألف درهم (ملايين) (١).
ثمّ صار قتيبة الباهلي إلى بخارى فافتتحها ومدنا منها معها ، وخلّف فيها ورقاء بن نصر الباهلي وانصرف عنها ، فلمّا انصرف قتيبة تحرّك صاحب السغد طرخون وحاكم بخارى في الأتراك لقتال قتيبة ، فوجّه قتيبة حيّان النبطي إليهم فصالحهم. وكان على الطالقان (من خراسان) بادام ، وكان قتيبة قد خاف عصيانه وطغيانه فاصطحب معه ابنه وجماعة رهينة ، ومع ذلك عصى وتغلّب على البلد وتحصّن به وارتدّ ، فلمّا بلغ ذلك إلى قتيبة أمر بقتل الرهائن وصلبهم ، ثمّ التقى بادام فقاتله أيّاما حتّى ظفر به فقتله وولده وامرأته ، واستعمل على البلد أخاه عمرو بن مسلم.
وكان يترك خان الترك من طخارستان قد أسلم وتسمّى عبد الله وكان يحضر مع قتيبة في حروبه ، فلمّا افتتح قتيبة بخارى والطالقان استأذنه يترك ليرجع إلى بلاده طخارستان فأذن له ، فلمّا عاد إليها كاتب الناس وبدأ يجمع الجموع عاصيا ، فزحف إليه قتيبة ووجّه إليه قبله سليم الناصح فأعطاه الأمان من قتيبة فخرج إليه فقتله قتيبة وبعث برأسه إلى الحجاج.
ثمّ سار قتيبة إلى السغد فخرج إليه صاحبهم فصافّه أيّاما ثمّ هرب فانصرف قتيبة عنهم.
__________________
(١) تاريخ اليعقوبي ٢ : ٢٨٨.