وروى بسنده عن الصادق عليهالسلام قال : لمّا كانت الليلة التي وعد فيها عليّ بن الحسين عليهماالسلام قال لأبي : يا بني أبغني وضوءا (ماء للوضوء) قال أبي : فقمت فجئته بوضوء ، فقال : إنّ فيه شيئا ميتا! قال : فخرجت فجئت بالمصباح فإذا فيه فأرة ميتة! فجئته بوضوء غيره ، فقال : يا بني هذه الليلة التي وعدتها.
وروى بسنده عن الكاظم عليهالسلام قال : إنّ عليّ بن الحسين عليهماالسلام لما حضرته الوفاة اغمي عليه ثمّ فتح عينيه وقرأ : (إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ) و (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ) ثمّ تلا : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعامِلِينَ)(١) ثمّ لم يقل شيئا حتّى قبض من ساعته.
وفي آخر الخبر السابق قال : لمّا مات عليّ بن الحسين عليهماالسلام فقد ناس من كان يخرج إليهم في الليلة الظلماء يحمل جرابا فيه صرر فيها دراهم ودنانير ، حتّى يأتي بابا بابا فيقرعه ثمّ ينيل من يخرج إليه ، فلمّا مات عليّ بن الحسين علموا أنّ عليا عليهالسلام كان يفعله (٢).
ونقله الحلبي فلم يذكر صرار الدرهم والدينار وزاد : وكان إذا ناول فقيرا غطّى وجهه لئلّا يعرفه. وأضاف : وفي خبر : أنّه كان إذا جنّ الليل وهدأت العيون قام فجمع ما بقي في منزله من قوت أهله وجعله في جراب وحمله على عاتقه ، وخرج إلى دور الفقراء وهو متلثّم ، فيفرّق عليهم. وكثيرا ما كانوا قياما على أبوابهم ينتظرونه فإذا رأوه تباشروا وقالوا : جاء صاحب الجراب!
__________________
(١) الزمر : ٧٤.
(٢) اصول الكافي ١ : ٤٦٨ ، الحديث ٤ و ٥ وذيل ٤ الباب ١١٧ مولد علي بن الحسين عليهماالسلام. ونحوه الصدوق في علل الشرائع ١ : ٢٧١ ، الحديث ٨ ، الباب ١٦٥ عن أبي حمزة الثمالي.