للتبعيض أو للابتداء. وقرأ نافع وابن عامر وأبو بكر ويعقوب : نسقيكم بفتح النون. ومن قرأ بضمّ النون أراد : إنّا جعلنا ما في ضروعها من اللبن سقيا لكم. ومن فتح النون جعل ذلك مختصّا بالسقاة. (وَلَكُمْ فِيها مَنافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ) فتنتفعون بأعيانها من اللحوم والشحوم.
(وَعَلَيْها) وعلى الأنعام ، فإنّ منها ما يحمل عليه كالإبل والبقر. وقيل : المراد الإبل ، لأنّها هي المحمول عليها عندهم ، أو للمناسبة للفلك ، كأنّها سفائن البرّ. (وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُونَ) في البرّ والبحر. وعلى الوجه الأخير فالضمير في «عليها» كالضمير في (وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَ) (١).
(وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ (٢٣) فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما هذا إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ (٢٤) إِنْ هُوَ إِلاَّ رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ (٢٥) قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ (٢٦) فَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنا وَوَحْيِنا فَإِذا جاءَ أَمْرُنا وَفارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلا تُخاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ
__________________
(١) البقرة : ٢٢٨.