(وَيَوْمَ يَقُولُ) أي : الله تعالى للكفّار. وقرأ حمزة بالنون. (نادُوا شُرَكائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ) أنّهم شركائي وشفعاؤكم ، ليمنعوكم من عذابي. وإضافة الشركاء على زعمهم للتوبيخ. والمراد : كلّ ما عبد من دونه. وقيل : إبليس وذرّيّته.
(فَدَعَوْهُمْ) فنادوهم للإغاثة (فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ) فلم يغيثوهم (وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ) بين الكفّار وآلهتهم (مَوْبِقاً) مهلكا يشتركون فيه ، وهو النار. اسم مكان من : وبق يبق وبوقا ، ووبق يوبق وبقا ، إذا هلك ، وأوبقه غيره.
ويجوز أن يكون مصدرا ، كالمورد والموعد. يعني : وجعلنا بينهم واديا من أودية جهنّم ، هو مكان الهلاك والعذاب الشديد مشتركا ، يهلكون فيه جميعا.
وعن الحسن : «موبقا» عداوة. والمعنى : عداوة هي في شدّتها هلاك.
وقال الفراء : البين الوصل ، أي : وجعلنا تواصلهم في الدنيا هلاكا يوم القيامة.
ويجوز أن يريد الملائكة وعزيرا وعيسى ومريم ، وبالموبق : البرزخ البعيد ، أي : وجعلنا بينهم أمدا بعيدا تهلك فيه الأشواط لفرط بعده ، لأنّهم في قعر جهنّم ، وهم في أعلى الجنان.
(وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا) فأيقنوا (أَنَّهُمْ مُواقِعُوها) مخالطوها واقعون فيها (وَلَمْ يَجِدُوا عَنْها مَصْرِفاً) انصرافا ، أو مكانا ينصرفون إليه.