الجنّ والإنس. ثمّ تتشقّق السماء الثانية فينزل أهلها ، وهم أكثر ممّن في السماء الدنيا ، ومن الجنّ والإنس. ثمّ كذلك حتّى تتشقّق السماء السابعة. وأهل كلّ سماء يزيدون على أهل السماء الّتي قبلها.
(الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ) يوم القيامة (الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ) الثابت له ، لأنّ كلّ ملك يبطل يومئذ ، ولا يبقى إلّا ملكه. فهو خبر الملك ، و «للرحمن» صلته ، و «يومئذ» معمول «الملك» لا «الحقّ» لأنّه متأخّر. أو صفته ، والخبر «يومئذ» أو «للرحمن».
(وَكانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً) شديدا. ويهون على المؤمنين ، كأدنى صلاة صلّوها في دار الدنيا. وفي هذا بشارة للمؤمنين ، حيث خصّ تشدّد ذلك اليوم بالكافرين.
(وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ) من فرط الحسرة. وعضّ اليدين والأنامل ، والسقوط في اليد ، وأكل البنان ، وحرق الأسنان ونحوها ، كنايات عن الغيظ والحسرة ، لأنّها من روادفها ، فيذكر الرادفة ويدلّ بها على المردوف ، فيرتفع الكلام به في طبقة الفصاحة ، ويجد السامع عنده في نفسه من الروعة والاستحسان ما لا يجده عند لفظ المكنّي عنه. والمراد بالظالم الجنس.
وقيل : نزلت في عقبة بن أبي معيط بن أميّة بن عبد شمس ، كان يكثر مجالسة النبيّ محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقدم من سفره ذات يوم ، فصنع طعاما ودعا الناس إلى ضيافته ، فدعا إليها رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأبى أن يأكل طعامه حتّى ينطق بالشهادتين ، ففعل.
وكان أبيّ بن خلف صديقه فعاتبه ، فقال : صبأت يا عقبة؟
فقال : لا ، ولكن آلى أن لا يأكل من طعامي وهو في بيتي ، فاستحييت منه فشهدت له ، والشهادة ليست في نفسي.
فقال : لا أرضى منك إلّا أن تأتيه فتطأ قفاه وتبزق في وجهه ، فوجده ساجدا في دار الندوة ففعل ذلك.
فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا ألقاك خارجا من مكّة إلّا علوت رأسك بالسيف. فأسر يوم بدر ،