وإمّا كون الحركة فى الكلمة كـ «الواو» فى نظيرتها ؛ وذلك نحن ؛ ألا ترى أن الضّمّة فى النون بمنزلة الواو فى همو.
وإمّا الشّبه بما هى فيه كذلك ؛ نحو : «اخشوا القوم» ؛ ألا ترى أنّ الواو ضمير مرفوع ؛ كما أن نحن كذلك.
وإمّا كون الحركة لم تكن فى الكلمة فى حال إعرابها (١) نحو قبل.
وإمّا الشّبه بذلك ؛ نحو : يا زيد ؛ ألا ترى أنّ المنادى لا يبنى فى حال الإضافة ؛ كما أن قبل كذلك.
وأما طلب التخفيف نحو : «أين».
وأمّا الفرق بين أداتين ؛ نحو قولك : «لموسى غلام» ، و «لموسى غلام».
وأمّا الفرق بين معنى أداة واحدة ؛ نحو قولك : يا لزيد ، لعمرو.
وإمّا مجانسة العمل نحو : بزيد ، وإمّا مجانسة مقابل العمل (٢) ؛ نحو : لنقم.
وإمّا كون الحركة للحرف فى الأصل ؛ نحو قولك : «مذ اليوم» ؛ لأنّ أصلها : منذ ، وما أشبه محلّ [الحركة] بما فى كنف هاء التأنيث ، نحو : «بعلبكّ» (٣).
وما جاء خارجا عن هذا ، فلا يلتفت إليه ؛ لشذوذه ؛ نحو ما حكاه قطرب (٤) من قولهم : «فر» ، بالضم.
__________________
(١) م : وقولى : «وإمّا كون الحركة لم تكن للكلمة فى حال إعرابها» نحو : قبل ، أعنى : أن قبل فى حال إعرابها إنما تكون منصوبة ؛ نحو قولك : جئت قبلك ، أو مخفوضة ؛ نحو قولك : جئت من قبلك ، فلما بنيت في حال القطع عن الإضافة بنيت على حركة لم تكن لها فى حال الإعراب ، وهى الضم. أه.
(٢) م : وقولى : «وأما مجانسة مقابل العمل» أعنى : أن الجزم فى الأفعال فى مقابلة الخفض فى الأسماء. أه.
(٣) م : وقولى : «نحو بعلبك» الشبه بين الحرف الذى قبل الاسم الثانى من المركب ، وبين ما قبل تاء التأنيث : أنّا لا نعتد فى التصغير إلا بالاسم الأول من الاسم المركب ؛ كما لا نعتد فى تصغير الاسم المؤنث بالتاء إلا بما قبل تاء التأنيث ؛ فنقول فى تصغير بعلبك : بعيلبك ، ولا نحذف منه شيئا ؛ كما نقول فى تصغير دجاجة : دجيجة ، ولا نحذف ـ أيضا ـ منه شيئا. أه.
(٤) محمد بن المستنير بن أحمد ، أبو علي ، الشهير بقطرب : نحوي ، عالم بالأدب واللغة ، من أهل البصرة ، وهو أول من وضع «المثلث» في اللغة. وقطرب لقب دعاه به أستاذه «سيبويه» فلزمه ، من كتبه «معاني القرآن» و «والنوادر» ، توفي سنة ٢٠٦ ه ، ينظر الأعلام ٧ / ٩٥.