ظننت ، أو الثالث من باب أعلمت ، فأمّا قوله [من الطويل] :
٧١ ـ إذا فاقد خطباء فرخين رجّعت |
|
ذكرت سليمى فى الخليط المباين (١) |
فعلى إضمار فعل ، التّقدير : فقدت فرخين.
ويجوز تقديم معمول اسم الفاعل عليه (٢) ما لم يمنع من ذلك مانع من الموانع التى ذكرت فى باب الفاعل (٣).
وإذا كان معمول اسم الفاعل ضميرا متّصلا ، لم تثبت فيه نون ولا تنوين (٤) ؛ بل تقول : «ضاربك ، وضارباك ، وضاربوك» ، وقد يثبتان فى الضرورة ؛ نحو قوله [من الوافر] :
٧٢ ـ وما أدرى وظنّى كلّ ظنّ |
|
أمسلمنى إلى قومى شراح؟ (٥) |
__________________
(١) البيت : لبشر بن أبي خازم ، وليس في ديوانه.
ينظر : المقاصد النحوية ٣ / ٥٦٠ ، وبلا نسبة في شرح الأشموني ٢ / ٣٤١ ، ولسان العرب (فقد) وفيه «المزايل» بدلا من «المباين».
(٢) م : وقولى : «ويجوز تقديم معمول اسم الفاعل عليه» مثال ذلك : هذا زيدا ضارب. أه.
(٣) م : وقولى : «ما لم يمنع من ذلك مانع من الموانع التى ذكرت فى باب الفاعل» مثال ذلك قولك : هذا الضارب زيدا ، لا يجوز أن تقول ، هذا زيدا الضارب ؛ لأن اسم الفاعل هو صلة الموصول ، وقد تقدم أن الفعل إذا كان فى صلة موصول لا يتقدم معموله على الموصول فكذلك اسم الفاعل ، ولست أريد : أن كل مانع منع من تقديم المفعول على الفعل يوجد فى اسم الفاعل ؛ بل ما وجد من تلك الموانع فى اسم الفاعل ـ أيضا ـ منع من التقديم. أه.
(٤) م : وقولى : «وإذا كان معمول اسم الفاعل ضميرا متصلا ، لم تثبت فيه نون ولا تنوين» إنما لم يجز ذلك ؛ لأن النون والتنوين علامتان على تمام الاسم وكماله وانفصاله عما بعده ، والضمير المتصل يطلب الاتصال بما قبله فتدافعا ، وما جاء من ذلك فى الشعر ، فضرورة ، ووجهه : تشبيه المضمر بالظاهر. أه.
(٥) البيت : ليزيد بن محرم أو محمد الحارثي :
ويروي الصدر هكذا :
فما أدري وكل الظن ظني |
|
............ |
الشاهد : قوله «أمسلمني» فإن النون فيه للوقاية.
وهذه قد تلحق اسم الفاعل كما في هذا الشاهد ، وأفعل التفضيل وقيل : إن النون هنا لحقته شذودا.
ينظر : شرح شواهد المغني ٢ / ٧٧٠ ، والدرر ١ / ٢١٢ ، والمقاصد النحوية ١ / ٣٨٥ ، الأشباه والنظائر ٣ / ٢٤٣ ، وتذكرة النحاة ص ٤٢٢ ، ورصف المباني ص ٣٦٣ ، ولسان