ونحو قول الآخر [من الطويل] :
٧٣ ـ ولم يرتفق والنّاس محتضرونه |
|
جميعا ، وأيدى المعتفين رواهقه (١) |
وإذا اتبعت معمول اسم الفاعل المرفوع أو المنصوب ، كان التّابع على حسبه فى الإعراب.
وأمّا المخفوض : فإمّا أن تتبعه بنعت أو تأكيد أو عطف نسق أو بدل ؛ فإن أتبعته بنعت ، أو تأكيد ، أو عطف بيان ـ فالخفض على اللفظ ، والنّصب على الموضع (٢) ، إلا أن يكون خفضه بإضافة اسم الفاعل ، بمعنى المضىّ إليه ، وليس فيه ألف ولام ، فإنّه لا يجوز إذ ذاك إلا الخفض على اللفظ (٣) ؛ نحو قولك : «[هذا](٤) ضارب زيد العاقل نفسه أمس».
__________________
العرب (شرحل) ، والمحتسب ٢ / ٢٢٠ ، ومغني اللبيب ٢ / ٣٤٥ ، وهمع الهوامع ١ / ٦٥ ، البحر المحيط ٧ / ٣٦١ ، معاني الفراء ٢ / ٢٣٦ ، إعراب النحاس ٤ / ٤٢٢ ، معاني الزجاج ٤ / ٣٠٥.
(١) احتضر بمعنى : حضر وشهد ، والارتفاق : الاتكاء ، الرواهق : الذين جاءوه ، والمعتف : طالب المعروف ، يقول : إنه لم يشغل عن قضاء حاجة الملهوف مهما ألمّت به من مصائب أو جوائح.
الشاهد فيه قول «محتضرونه» حيث جمع بين نون جمع المذكر السالم من اسم الفاعل وبين معموله «الهاء» وهذا ضرورة ، وقد يحمل على أن الهاء للسكت ، أتى بها لبيان حركة النون.
وفيه شاهد آخر : أن هذا تأييد لوجهة نظر ابن هشام الذي يقول : إن النون هي التنوين بدليل ثبوتها جمعا وتثنية.
ينظر البيت في : خزانة الأدب ٤ / ٢٦٦ ، ٢٧١ ، شرح المفصل ٢ / ١٢٥ ، الكتاب ١ / ١٨٨ ، الدر المصون ٤ / ٥٥٤ ، ابن يعيش ٢ / ١٢٥ ، شرح الكافية ١ / ٢٨٣ ، كامل المبرد ٢ / ٣٦٤.
(٢) م : وقولى : «فإن أتبعته بنعت أو تأكيد أو عطف بيان فالخفض على اللفظ ، والنصب على الموضع» مثال ذلك : هذا ضارب زيد العاقل نفسه الآن أو غدا ، بخفض العاقل ونفسه ونصبهما. أه.
(٣) م : وقولى : «إلا أن يكون خفضه بإضافة اسم الفاعل بمعنى المضى إليه ، وليس فيه الألف واللام ؛ فإنه لا يجوز إذ ذاك إلا الخفض على اللفظ» وإنما لم يجز النصب ؛ لأن المخفوض باسم الفاعل إذ ذاك ليس موضعه نصبا ؛ لأنه لا يعمل بمعنى المضى ، وليس فيه الألف واللام ، فإن كانت فيه الألف واللام ، جاز فى النعت والتأكيد النصب على الموضع ؛ لأن المخفوض فى موضع نصب ؛ لأن اسم الفاعل عامل إذ ذاك بسبب الألف واللام. أه.
(٤) سقط في ط.