أى : فلا تظنّى غيره واقعا منى.
وهذه الأفعال إن دخلت عليها أداة نفى ، لم تلغ أصلا ، وإن لم تدخل عليها ، فلا تخلو أن تتقدم على المفعولين أو تتوسط أو تتأخر ، فإن / تقدمت عليهما ، فلا تخلو أن تقع أول الكلام أو يتقدمها شىء ، فإن لم تقع أولا ، فالإعمال حسن ، والإلغاء ضعيف ، ومن الإلغاء قوله [من البسيط] :
٦٧ ـ كذاك أدّبت حتّى صار من خلقى |
|
إنّى وجدتّ ملاك الشّيمة الأدب (١) |
وإن وقعت أولا فالإعمال ليس إلا ؛ نحو قولك : «ظننت زيدا قائما» ، وإن توسطت أو تأخرت ، جاز الوجهان (٢) ، إلا أنّ الإلغاء مع التأخير أحسن منه مع التوسط.
__________________
على المحذوف.
وتقدير الكلام «ولقد نزلت فلا تظني غيره واقعا».
ينظر : ديوانه ص ١٩١ وأدب الكاتب ص ٦١٣ والأشباه والنظائر ٢ / ٤٠٥ والاشتقاق ٣٨ ، الأغانى ٩ / ٢١٢ ، جمهرة اللغة ٥٩١ ، وخزانة الأدب ٣ / ٢٢٧ ، ٩ / ١٣٦ ، والخصائص ٢ / ٢١٤ ، الدرر ٢ / ٢٥٦ وشرح شذور الذهب ص ٤٨٦ ، وشرح شواهد المغني ١ / ٤٨٠ ، لسان العرب (حبب) ، والمقاصد النحوية ٢ / ٤١٤ ، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٢ / ٧ ، وشرح الأشموني ١ / ١٦٤ ، وشرح ابن عقيل ص ٢٢٥ ، وهمع الهوامع ١ / ١٥٢.
(١) البيت لبعض الفزاريين.
والشاهد فيه قوله : «إنّي وجدت ملاك الشيمة الأدب» حيث ألغى عمل الفعل «وجدتّ» مع تقدمه ، ولو أعمله لقال : «وجدت ملاك الشيمة الأدبا» ، ينصب «ملاك» و «الأدب» على أنهما مفعولان. وخرجه البصريون على ثلاثة أوجه : الأول أنه من باب التعليق ، ولام الابتداء مقدرة الدخول على «ملاك». والثاني أنه من باب الإعمال ، والمفعول الأول ضمير شأن محذوف ، وجملة المبتدأ وخبره في محل نصب مفعول ثان. والثالث أنه من باب الإلغاء ، لكن سبب الإلغاء أن الفعل لم يقع في أول الكلام ، بل قد سبقه قول الشاعر «إنّي».
ينظر : خزانة الأدب ٩ / ١٣٩ ، ١٤٣ ، ١٠ / ٣٣٥ ، والدرر ٢ / ٢٥٧ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٣ / ١٣٣ ، وأوضح المسالك ٢ / ٦٥ ، وتخليص الشواهد ص ٤٤٩ ، وشرح الأشموني ١ / ١٦٠ ، وشرح التصريح ١ / ٢٥٨ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١١٤٦ ، وشرح عمدة الحافظ ص ٢٤٩ ، وشرح ابن عقيل ص ٢٢١ ، والمقاصد النحوية ٢ / ٤١١ ، ٣ / ٨٩ ، وهمع الهوامع ١ / ١٥٣.
(٢) م : وقولى : «وإن توسطت أو تأخرت جاز الوجهان» مثال إلغائها مع التوسط قولك : زيد