أحدها : أنه حال من فاعل «اتل» أي : اتل ذلك حال كونك ملتبسا بالحقّ أي : بالصّدق ، وموافقا لما في التّوراة والإنجيل.
والثاني : أنه حال من مفعوله وهو «نبأ» ، أي : اتل نبأهما ملتبسا بالصّدق موافقا لما في كتب الأوّلين لتثبت عليهم الحجّة برسالتك.
الثالث : أنه صفة لمصدر «اتل» ، أي : اتل ذلك تلاوة ملتبسة بالحقّ والصّدق كافّة.
والزّمخشريّ (١) به بدأ ، وعلى الأوجه الثلاثة ف «الباء» للمصاحبة وهي متعلّقة بمحذوف.
وقرأ أبو عمرو (٢) بتسكين الميم من «آدم» قبل باء «بالحقّ» ، وكذا كل ميم قبلها متحرك ، وبعدها باء ، ومعنى الكلام : واتل عليهم نبأ ابني آدم بالغرض [الصحيح](٣) ، وهو تقبيح الحسد ، والبغي وقيل : ليعتبروا به لا ليحملوه على اللّعب ، كالأقاصيص التي لا فائدة فيها ، وهذا يدلّ على أنّ المقصود من ذكر القصص العبرة لا مجرّد الحكاية ، لقوله تعالى : (لَقَدْ كانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ) [يوسف : ١١١].
قوله تعالى : (إِذْ قَرَّبا قُرْباناً)(٤) فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : وبه بدأ الزّمخشريّ (٥) ، وأبو البقاء (٦) : أن يكون متعلّقا بنفس النّبأ ، أي : قصّتهما ، وحديثهما في ذلك الوقت ، وهذا واضح.
والثاني : أنه بدل من «نبأ» على حذف مضاف ، تقديره : «واتل» عليهم النّبأ نبأ ذلك الوقت ، كذا قدّره الزّمخشريّ (٧).
قال أبو حيّان (٨) : «ولا يجوز ما ذكر ؛ لأن «إذ» لا يضاف إليها إلا الزّمان و «نبأ» ليس بزمان.
الثالث : ذكره أبو البقاء (٩) [أنه حال من «نبأ» [وعلى هذا فيتعلق بمحذوف ، لكنّ هذا الوجه غير واضح.
قال أبو البقاء :](١٠) ولا يجوز أن يكون ظرفا ل «اتل» ؛ قلت : لأنّ الفعل مستقبل ، و «إذ» وقت ماض ، فكيف يتلاقيان؟ و «القربان» فيه احتمالان :
__________________
(١) ينظر : الكشاف ١ / ٦٢٤.
(٢) ينظر : الدر المصون ٢ / ٥١٠ ، السبعة ١١٧.
(٣) سقط في أ.
(٤) سقط في أ.
(٥) ينظر : الكشاف (١ / ٦٢٤).
(٦) ينظر : الإملاء ١ / ٢١٣.
(٧) ينظر : الكشاف (١ / ٦٢٤).
(٨) ينظر : البحر المحيط ٣ / ٤٧٦.
(٩) سقط في أ.
(١٠) ينظر : الإملاء ١ / ٢١٣.