وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ [أن](١) رجلا لما قرأ هذه الآية. فقال : [إن كان](٢) الجزاء بكلّ ما نعمل ، لقد هلكنا ، فبلغ النبيّ صلىاللهعليهوسلم كلامه ؛ فقال : يجزى المؤمن في الدنيا بمصيبة في جسده وما يؤذيه (٣).
وعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ : لمّا نزلت هذه الآية بكينا ، وحزنا ، وقلنا : يا رسول الله ، ما أبقت (٤) هذه [الآية](٥) لنا شيئا ، فقال ـ عليه الصلاة والسلام ـ : «أبشروا فإنّه لا يصيب أحدا منكم مصيبة في الدّنيا ، إلا جعلها (٦) الله له كفّارة ؛ حتّى الشّوكة التي تقع في قدمه»(٧).
وأيضا : هب أن ذلك الجزاء إنّما يصل إليهم يوم القيامة ، لكن لم لا يجوز أن يصل الجزاء بتنقيص ثواب إيمانه ، وسائر طاعاته ؛ كقوله (٨) ـ تعالى ـ : (إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ) [هود : ١١٥].
ولما روى الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عبّاس ، أنّه قال : لمّا نزلت هذه الآية شقت على المؤمنين مشقّة شديدة ، قالوا : يا رسول الله ، وأيّنا لم يعمل سوءا ، فكيف الجزاء؟ فقال ـ عليه الصلاة والسلام ـ : إنّه ـ تعالى ـ وعد على الطّاعة عشر حسنات ، وعلى المعصية الواحدة عقوبة واحدة ، فمن جوزي بالسّيّئة ، نقصت واحدة من عشرة ، وبقيت له تسع حسنات ، فويل لمن غلب آحاده أعشاره (٩).
وأيضا : فهذه الآية إنّما نزلت في الكفّار ؛ لقوله [ـ تعالى ـ](١٠) بعدها : (وَمَنْ
__________________
(١) سقط في ب.
(٢) سقط في أ.
(٣) أخرجه الطبري في «تفسيره» (٩ / ٢٤٤) وأحمد (٦ / ٦٥ ـ ٦٦) وابن حبان (٧٣٦ ـ موارد) وأبو يعلى (٨ / ١٣٥) رقم (٤٦٧٥) من حديث عائشة.
والحديث ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٧ / ١٢) وعزاه لأحمد وأبي يعلى وقال : ورجالهما رجال الصحيح.
وذكره السيوطي أيضا في «الدر المنثور» (٢ / ٤٠١) وزاد نسبته لسعيد بن منصور والبخاري في «التاريخ الكبير» والبيهقي في «شعب الإيمان».
(٤) في ب : أثبتت.
(٥) سقط في ب.
(٦) في ب : جعل.
(٧) أخرجه أحمد (٧٣٨٠ ـ شاكر) ومسلم كتاب البر والصلة : باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض أو حزن ... والترمذي (٥ / ٢٣١) رقم (٣٠٣٨) والطبري في «التفسير» (٩ / ٢٤٠) والبيهقي (٣ / ٣٧٣) من حديث أبي هريرة.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب.
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٢ / ٤٠١) وزاد نسبته لسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن مردويه.
(٨) في ب : لقوله.
(٩) الأثر ذكره الرازي في «التفسير الكبير» (١١ / ٤٣) من روآية الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس.
(١٠) سقط في ب.