الوحش ولا الطّيور ، ولا تغدو الصّبيان إلى المكاتب». وقيل : هو عيد ؛ لأنّ كلّ إنسان يعود إلى قدر منزلته ؛ ألا ترى إلى اختلاف ملابسهم وهيئاتهم ومآكلهم ، فمنهم من يضيف ومنهم من يضاف ، ومنهم من يرحم ومنهم من يرحم.
وقيل : سمّي بذلك ؛ لأنّه يوم شريف ، تشبيها بالعيد وهو فحل كريم مشهور عند العرب وينسبون إليه ، فيقال : إبل عيدية.
قال الشاعر : [البسيط]
٢٠٨٩ ـ ................ |
|
عيد بها أزهرت فيها الدّنانير (١) |
وقال الخليل : العيد كل يوم يجمع ، كأنّهم عادوا إليه عند العرب ؛ لأنه يعود بالفرح والحزن ، وكلّ ما عاد إليك في وقت ، فهو عيد ؛ حتّى قالوا للطّيف عيد ؛ قال الأعشى : [الطويل]
٢٠٩٠ ـ فواكبدي من لاعج الحبّ والهوى |
|
إذا اعتاد قلبي من أميمة عيدها (٢) |
أي : طيفها ، وقال تأبّط شرّا : [البسيط]
٢٠٩١ ـ يا عيد ما لك من شوق وإيراق (٣)
وقال أيضا : [الخفيف]
٢٠٩٢ ـ عاد قلبي من الطّويلة عيد |
|
................. (٤) |
وقال الراغب (٥) : والعيد حالة تعاود الإنسان ، والعائدة : كلّ نفع يرجع إلى الإنسان بشيء ، ومنه «العود» للبعير المسنّ : إمّا لمعاودته السّير والعمل فهو بمعنى فاعل ، وإمّا
__________________
(١) عجز بيت لرذاذ الكلبي أو لشداد وصدره :
ظلت تجوب بها البلدان ناجية |
|
................ |
ويروى :
يطوي ابن سلمى بها عن راكب بعدا |
|
................ |
ويروى : «أمهرية» بدل «عيدية».
ينظر : اللسان (عود) ، والصحاح (رهن) ، وتهذيب اللغة ٦ / ٢٧٤ (رهن). وجمهرة اللغة ٢ / ٨٠٧ ، والمخصص ١٢ / ٢٥٣ ، ١٣ / ٢٢ ، والمقاييس (رهن) ٢ / ٤٥٢. والبحر ٢ / ٣٤٢ ، والقرطبي ٣ / ٤٠٩.
(٢) ينظر : الدر المصون ٢ / ٦٥١.
(٣) صدر بيت وعجزه :
................. |
|
ومر طيف على الأهوال طراق |
ينظر : المفضليات (٢٧) ، الدر المصون ٢ / ٦٥١.
(٤) صدر بيت وعجزه :
................. |
|
واعتراني من حبها تسهيد |
اللسان (عود) ، الدر المصون ٢ / ٦٥١.
(٥) ينظر : المفردات ٣٦٤.