السراب يجري فيها](١) من قولهم : عين ساهرة ، أي : جارية الماء ، وفي ضدّها نائمة ؛ قال الأشعث بن قيس : [الطويل]
٥٠٩٣ ـ وساهرة يضحي السّراب مجلّلا |
|
لأقطارها قد جبتها متلثّما (٢) |
أي : ساكنها لا ينام خوف الهلكة» انتهى ؛ وقال أميّة : [الوافر]
٥٠٩٤ ـ وفيها لحم ساهرة وبحر |
|
وما فاهوا به لهم مقيم (٣) |
يريد : لحم حيوان أرض ساهرة ؛ وقال أبو كبير الهذليّ : [الكامل]
٥٠٩٥ ـ يرتدن ساهرة كأنّ جميمها |
|
وعميمها أسداف ليل مظلم (٤) |
وقال الراغب : هي وجه الأرض.
وقيل : أرض القيامة ، وحقيقتها التي يكثر الوطء بها ، كأنّها سهرت من ذلك.
والأسهران : عرقان في الأنف.
والساهور : غلاف القمر الذي يدخل فيه عند كسوفه ؛ قال : [البسيط]
٥٠٩٦ ـ ........... |
|
أو شقّة خرجت من بطن ساهور (٥) |
أي : هذه المرأة بمنزلة قطعة القمر. وقال أمية بن أبي الصلت : [الكامل]
٥٠٩٧ ـ قمر وساهور يسلّ ويغمد (٦)
وروى الضحاك عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : «السّاهرة : أرض من فضّة لم يعص الله عليها منذ خلقها» (٧).
وقيل : أرض يجددها الله يوم القيامة.
وقيل : السّاهرة : اسم الأرض السابعة يأتي الله تعالى بها ، فيحاسب عليها الخلائق ، وذلك حين تبدّل الأرض غير الأرض.
__________________
(١) سقط من : أ.
(٢) ينظر الكشاف ٤ / ٦٩٥ ، والسراج المنير ٤ / ٤٧٨ ، والدر المصون ٦ / ٤٧٣.
(٣) ينظر معاني القرآن للفراء ٣ / ٢٣٢ ، والقرطبي ١٩ / ١٣٠ ، واللسان (سهر) ، والبحر ٨ / ٤١٠ ، والدر المصون ٦ / ٤٧٣.
(٤) ينظر ديوان الهذليين ٢ / ١١١ ، والقرطبي ١٩ / ١٣٠ ، واللسان (سدف) ، و(سهر) ، والبحر ٨ / ٤١٠ ، والدر المصون ٦ / ٤٧٣.
(٥) ينظر اللسان (سهر) ، والقرطبي ١٩ / ١٣٠ ، والدر المصون ٦ / ٤٧٣.
(٦) عجز بيت وصدره :
لا نقص فيه غير أن خبيئه
ينظر ابن يعيش ٣ / ٢٥ ، والخصائص ٢ / ٤٥٣ ، والخزانة ٢ / ٢٣٢ ، واللسان (سهر) ، والصحاح (سهر).
(٧) ينظر تفسير القرطبي (١٩ / ١٢٩) ، عن ابن عباس.