ورفع كعيسى «على نبيّنا وآله وعليهالسلام» (١).
وتعميم (٢) الحجّة
______________________________________________________
(١) لا بأس بنقل نصّ رواية العيون ممّا يتعلّق بالمقام ، وهو أنّ الهروي ـ والظاهر أنّه عبد السلام بن صالح ـ قال : «قلت : يا ابن رسول الله وفيهم ـ أي في سواد الكوفة ـ قوم يزعمون أنّ الحسين بن علي عليهالسلام لم يقتل ، وأنّه القي شبهه على حنظلة بن أسعد الشامي ، وأنّه رفع إلى السماء ، كما رفع عيسى بن مريم عليهماالسلام ، ويحتجون بهذه الآية (وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً).
فقال : كذبوا ، عليهم غضب الله ولعنته ، وكفروا بتكذيبهم لنبيّ الله في إخباره بأنّ الحسين بن علي عليهماالسلام سيقتل. والله لقد قتل الحسين ، وقتل من كان خيرا من الحسين ، أمير المؤمنين والحسن بن علي. وما منّا إلّا مقتول ، وأنا والله لمقتول بالسّمّ باغتيال من يغتالني ، أعرف ذلك بعهد معهود إليّ من رسول الله أخبره به جبرئيل عن ربّ العالمين.
وأما قول الله عزوجل (وَلَنْ يَجْعَلَ اللهُ لِلْكافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً) فإنّه يقول : ولن يجعل الله لكافر على مؤمن حجّة. ولقد أخبر الله عزوجل من كفّار قتلوا النبيّين بغير الحقّ ، ومع قتلهم إيّاهم لم يجعل الله لهم على أنبيائه سبيلا من طريق الحجة» (١).
(٢) مبتدء خبره قوله : «لا يخلو». وهذا إشارة إلى كلام صاحب العناوين وغيره ممّن أيّد استدلال المشهور بالآية الشريفة على منع بيع العبد المسلم من الكافر ، والغرض منه دفع الخدشة الثانية المتقدمة بقوله : «واخرى».
وبيانه : أنّ صاحب الحدائق قدسسره اعترض على المشهور المستدلّين بالآية الشريفة بوجوه ثلاثة ، وثالثها هو الاستشهاد بخبر العيون على أنّ السبيل المنفي في الآية المباركة ليس بمعنى السلطنة والملك ، فقال : «والخبر كما ترى صريح في تفسير السبيل المنفي في الآية بالحجة والدليل» (٢).
وأجاب صاحب العناوين قدسسره عنه ـ انتصارا للمشهور ـ بوجوه عديدة أشار المصنف قدسسره إلى اثنين منها :
__________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ، ج ٢ ، ص ٢٠٣ ، طبعة طهران عام ١٣٧٧ ، عنه في البحار ، ج ٤٤ ، ص ٢٧١ ، ح ٤.
(٢) الحدائق الناضرة ، ج ١٨ ، ص ٤٢٤ و ٤٢٥.